أدلى الناخبون الإسرائيليون أمس بأصواتهم في مراكز الاقتراع في ثالث انتخابات للبرلمان «الكنيست» تجري في أقل من عام، والتي تعتبر حاسمة للمستقبل السياسي لرئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو الذي يكافح من أجل البقاء في السلطة في ظل اتهامات له بالفساد، حيث من المنتظر ان يقدم للمحاكمة في 17 الجاري.
وحض رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته الناخبين على التوجه إلى مراكز الاقتراع رغم المخاوف المتزايدة من تفشي فيروس كورونا المستجد.
وقال نتنياهو في تصريح صحافي بعد الإدلاء بصوته في القدس «اخرجوا للتصويت» مشيرا الى أن «فيروس كورونا تحت السيطرة الكاملة، يمكن للناس الإدلاء بأصواتهم بثقة تامة»، محذرا من «الأخبار الكاذبة» التي قد تثنيهم عن التوجه إلى مراكز الاقتراع.
من جهته، دعا زعيم «أزرق- أبيض» بيني غانتس الإسرائيليين إلى إنهاء انقساماتهم وطي صفحة عهد نتنياهو، وقال عقب الإدلاء بصوته في مدينة روش هعين «حان الوقت لنتحد»، مضيفا «آمل في أن يكون اليوم يوم تغيير المعادلة، وضع حد للتشهير وللكذب».
ودعا رئيس هيئة الأركان السابق السكان الى التصويت بكثافة، واعدا باحترام نتائج الانتخابات الثالثة التي تشهد منافسة حادة.
كذلك دعا زعيم حزب «إسرائيل- بيتنا» المتطرف أفيغدور ليبرمان الذي ينظر إليه على أنه «صانع الملوك»، عقب تصويته في مستوطنة «نوكديم» في الضفة الغربية المحتلة «الأغلبية الصامتة الى التصويت».
بدوره، وصف الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين حملة الانتخابات التشريعية بأنها «قذرة وبغيضة»، وذلك بعد الإدلاء بصوته في القدس.
ونقل بيان باللغة الإنجليزية عن ريفلين قوله: «نحن لا نستحق حملة انتخابية أخرى قذرة وبغيضة مثل تلك التي تنتهي اليوم، ولا نستحق عدم الاستقرار الذي يبدو وكأنه بلا نهاية»، مضيفا: «نحن نستحق حكومة تعمل من أجلنا». ولم يوضح الرئيس الإسرائيلي جوانب الحملة الانتخابية التي أثارت استياءه.
وتصاعدت حدة الحملة في الأيام الأخيرة، لاسيما مع نشر عدد من التسجيلات المسربة وتقاذف الاتهامات.
وإذ أشار ريفلين إلى أن يوم الانتخابات في إسرائيل يكون «عادة يوما احتفاليا»، قال: «الحقيقة أنني لا أشعر بالاحتفال»، مضيفا: «يمتلكني شعور قوي بالعار».
وبالتزامن مع فرض سلطات الاحتلال طوقا عسكريا على الضفة الغربية وإغلاقها معابر قطاع غزة، دعي 6.4 ملايين إسرائيلي للإدلاء بأصواتهم في أكثر من 10 آلاف مركز اقتراع، وتشير استطلاعات الرأي التي أجريت قبيل فتح مراكز الاقتراع إلى أن السباق سيكون محموما بين حزب الليكود بزعامة نتنياهو وتحالف «أزرق- أبيض» بزعامة خصمه رئيس الأركان السابق بيني غانتس.
وتفيد الاستطلاعات بأن أيا من الحزبين لن يتمكن من الفوز بغالبية (61 مقعدا من إجمالي 120) في الانتخابات التي تجرى على أساس النظام النسبي، وبالتالي يسعى الفائز فيها إلى تشكيل ائتلاف مع أحزاب أقل تمثيلا.