أصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موقع قوي يتيح له تشكيل حكومة ائتلافية على الرغم من اتهامات له بالفساد ومثوله أمام المحكمة بعد أسبوعين، وذلك بعد أن أشارت نتائج انتخابات «الكنيست» الى تقدمه بوضوح على منافسه زعيم تحالف «أزرق-أبيض» رئيس الأركان السابق بيني غانتس.
وأظهرت النتائج شبه النهائية للانتخابات التشريعية الثالثة خلال أقل من عام تصدر حزب الليكود اليميني بزعامة نتنياهو المشهد السياسي.
وقالت لجنة الانتخابات المركزية ان حزب الليكود حصل على 29.3% من الأصوات مقابل 26.3% لتحالف «أزرق-أبيض».
وتعني هذه الأرقام أنه ووفقا للنظام الانتخابي الإسرائيلي، يحصل الليكود على 36 مقعدا، مقابل 32 مقعدا للتحالف الوسطي.
وجاء تحالف «القائمة المشتركة» الذي يضم أحزابا عربية في المرتبة الثالثة مرة أخرى، ومن المتوقع أن يزيد عدد مقاعده في البرلمان إلى 17 مقعدا مقابل 13 في الانتخابات السابقة.
ويمكن لنتنياهو أن يعول على مجموع 59 مقعدا باحتساب نتائج حلفائه في اليمين المتطرف والأحزاب الدينية، ما يجعله يحتاج الى مقعدين فقط للحصول على غالبية برلمانية وتشكيل الحكومة.
وتعتبر هذه النتائج الأفضل التي يحققها «الليكود» على الإطلاق في عهد نتنياهو الذي شغل منصب رئيس الوزراء أول مرة من العام 1996 حتى 1999 وبدأت ولايته الحالية سنة 2009.
وإذا أخذ تحالف «أزرق ـ أبيض» بالاعتبار حلفاءه من اليسار الوسط وتحالف «القائمة العربية المشتركة»، فسيحصل معسكره المناهض لنتنياهو على ما بين 54 و55 مقعدا.
وعلى الرغم من هذه النتائج، لا توجد ضمانات بأن يتمكن نتنياهو من تشكيل ائتلاف حكومي، لكنه أشاد بنتائج الانتخابات التي رأى فيها «انتصارا كبيرا».
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتهية ولايته أمام حشد من أنصاره في تل أبيب «هذا أهم انتصار في حياتي».
وأفاد حزب الليكود بأن نتنياهو تحدث إلى جميع قادة الأحزاب اليمينية و«اتفقوا على تشكيل حكومة وطنية قوية لإسرائيل في أقرب وقت ممكن».
من جهته، أقر رئيس تحالف «أزرق-أبيض» بيني غانتس، بـ«خيبة الأمل» من نتائج الانتخابات، لكنه شدد على أنه لا يزال من المقرر أن يمثل نتنياهو أمام المحكمة في 17 الجاري بعد اتهامه بالرشوة والاحتيال وخيانة الثقة.
وقال غانتس «خلال أسبوعين، سيكون في المحكمة».
ومن المرجح أن يطلب الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين من نتنياهو تشكيل الحكومة المقبلة لكن لن يكون من السهل عليه ضمان 61 صوتا مؤيدا في «الكنيست».
وتشير التوقعات الى حصول حزب «إسرائيل بيتنا» القومي المتطرف الذي يتزعمه أفيغدور ليبرمان على ستة أو سبعة مقاعد، ويعتبر دعم ليبرمان لحزب الليكود مهما وسيضمن له الحصول على تأييد 61 نائبا يمكنه من تشكيل الحكومة الثالثة والعشرين.
وسيبدأ نتنياهو محادثات مع عدد من أحزاب ونواب المعارضة في عملية قد تستغرق أسابيع.
وأشار المتحدث باسم حزب الليكود جوناثان أوريك إلى أن الحزب تواصل بالفعل مع عدد من النواب. وقال «أعتقد أننا سنكمل المقاعد الناقصة من الكتل الأخرى في القريب العاجل».