يستمر التصعيد الميداني في محافظة إدلب بانتظار نتائج قمة الرئيسين التركي رجب طيب اردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين غدا، التي يعتبر مراقبون انها ستكون حاسمة اما باتجاه وقف اطلاق النار او التحول الى مواجهة أوسع.
أما عشرات آلاف اللاجئين العالقين على الحدود التركية- اليونانية، فلا عزاء لهم من قمم واجتماعات هنا وهناك لا يتوقع ان تسفر أي منها عن فتح أبواب أوروبا الموصدة بإحكام بوجههم.
فقد زار وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنقرة أمس لإجراء محادثات «رفيعة المستوى» تتناول الوضع في محافظة إدلب برفقة المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز لينارسيتش.
وسيبحث مع المسؤولين الأتراك «العواقب الإنسانية على السكان المدنيين على الأرض» نتيجة الهجوم العسكري الذي يشنه الجيش السوري في المدينة، وكذلك «وضع اللاجئين السوريين في تركيا».
من جهته، قال المبعوث الأميركي الخاص بسورية جيمس جيفري إن الولايات المتحدة «مستعدة لتزويد تركيا بالذخيرة من أجل إدلب السورية».
وأضاف ان بلاده تدرس تزويد تركيا بأنظمة باتريوت للدفاع الجوي. جاء ذلك على هامش زيارة لوفد أميركي ضم إلى جيفري المندوبة الأميركية لدى الامم المتحدة كيلي كرافت ومندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة فريدون سينرلي أوغلو إلى مدينة (هاطاي) التركية المتاخمة للحدود السورية للاطلاع على عملية توزيع المساعدات الانسانية للنازحين السوريين.
وأعلنت كرافت تخصيص 108 ملايين دولار مساعدات إضافية للنازحين السوريين من محافظة إدلب.
وأعلن المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون أن قمة بوتين- أردوغان غدا تعطي فرصة لوقف إطلاق النار.
وقالت المتحدثة باسم المبعوث الأممي جينيفر فينتون، في بيان أوردته قناة «روسيا اليوم» الإخبارية، إن اللقاء يمثل إمكانية لوقف إطلاق النار والتوصل لاتفاق حول تسوية الخلاف.
ميدانيا، تنهي عملية «درع الفرات» التركية اليوم اسبوعها الأول، فيما قال الجيش التركي انها تتواصل بنجاح وأعلن أمس أنه أسقط طائرة مسيرة سورية «درون» وأخرى حربية من طراز لام 39 هي الثالثة منذ الأحد، وهو ما أكدته دمشق أيضا وقد قتل طيارها وعثر على جثته في مناطق سيطرة المعارضة السورية جنوب ادلب.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية أنه «كجزء من عملية (درع الربيع) المستمرة بنجاح، جرى إسقاط طائرة للنظام من طراز إل-39».
وأورد مصدر في وزارة الدفاع التركية أنه جرى تدمير الطائرة إثر استهدافها من قبل طائرة إف-16 تركية.
وفي وقت لاحق، نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري سوري أنه «أثناء تنفيذ إحدى طائراتنا الحربية مهمة في جنوب إدلب ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة تعرضت لإصابة بصاروخ أطلقه طيران قوات النظام التركي ما أدى لسقوطها».
وسقطت الطائرة في منطقة تقع شمال غرب معرة النعمان، وهي تحت سيطرة القوات الحكومية.
ولم يتطرق المصدر العسكري إلى مصير قائد الطائرة، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتله بعدما قفز بالمظلة في منطقة دير سنبل التي تسيطر عليه الفصائل المقاتلة.
وفي المقابل، أفادت وكالة «سانا»، بأن «وحدات من الجيش أسقطت طائرة مسيرة لقوات النظام التركي في محيط سراقب بريف إدلب الجنوبي الشرقي».
وبالتزامن، قتل تسعة مدنيين بينهم خمسة أطفال في قصف شنته قوات الحكومة مستهدفة أحياء مدينة إدلب، مركز المحافظة الواقعة في شمال غرب البلاد، بحسب المرصد.
وقال رئيس قسم التوثيق والإعلام في المشفى الجراحي التخصصي بإدلب، إن القتلى التسعة و21 جريحا آخرين بينهم أطفال أيضا، أصيبوا نتيجة انفجار صاروخ أطلق من قبل الجيش السوري، مستهدفا شارع الثلاثين بمدينة إدلب.
كما شنت الطائرات الروسية غاراتها على مدينة أريحا، دون وقوع إصابات بشرية في موقع القصف، وفقا لما نشره فريق «الدفاع المدني» في إدلب.
بموازاة ذلك، يواصل طرفا الأزمة ومن يدور في فلكهما، الحشد وإرسال التعزيزات. إذ أعلنت تركيا على لسان رئيس الصناعات الدفاعية إسماعيل ديمير، نشر منظومة الدفاع الجوية «حصار» في منطقة «درع الربيع» بإدلب خلال أسبوع.
وقال ديمير إن نظام «كوركوت» (أخف) موجود حاليا في الساحات، ويلقي ذخيرة جسمية ويعمل على الحماية الجوية من منطقة قريبة.
من جهتها، أرسلت روسيا سفينة بحرية جديدة إلى السواحل السورية. وقالت وكالة «سبوتنيك» الروسية، إن سفينة الإنزال التي تحمل اسم «نوفوتشيركاسكا»، توجهت إلى ميناء طرطوس السوري، مؤكدة أن السفينة محملة بشكل كبير.
وذكرت أن هذه هي أول رحلة تقوم بها «نوفوتشيركاسكا» إلى سورية هذا العام.