- القضية الفلسطينية تتخذ مساراً معاكساً وذلك بسبب السياسات المدمرة التي تمارسها إسرائيل
- الكويت أكدت ومازالت تؤكد على موقفها الراسخ في دعم خيارات الشعب الفلسطيني
- قلقون إزاء تصاعد العمليات العسكرية في شمال غرب سورية وتأثيرات ذلك على الوضع الإنساني
- نؤكد على أن الجولان السوري المحتل أرض عربية محتلة من قبل إسرائيل
القاهرة - كونا
ترأس وزير الخارجية الشيخ د.أحمد الناصر أمس وفد الكويت المشارك في أعمال الدورة الـ(153) لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري والتي تنعقد أعمالها في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة.
وتم خلال الاجتماع مناقشة جميع البنود المدرجة على جدول الأعمال والقرارات والموضوعات المعنية بدعم وتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وما تضمنته البنود المدرجة كذلك من قضايا ومواضيع تتعلق بالتطورات الراهنة في المنطقة.
كما تم بحث آليات تطوير مختلف مجالات التعاون بين المنظومة العربية والدول الصديقة والمنظمات الدولية الأخرى.
وقد كان للشيخ د.احمد الناصر كلمة بهذا الاجتماع جاء نصها على النحو التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، الأخ يوسف بن علوي وزير خارجية سلطنة عمان الشقيقة رئيس الدورة الحالية للمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، أصحاب المعالي والسعادة رؤساء الوفود المشاركة، السيدات والسادة، الأخ أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسرني في البداية أن أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان الى الأخ محمد علي الحكيم وزير خارجية جمهورية العراق الشقيقة على ما بذله من جهود مقدرة خلال فترة رئاسة بلاده لأعمال دورتنا السابقة كما أود أن اهنئ الأخ يوسف بن علوي وزير خارجية سلطنة عمان الشقيقة على توليه رئاسة دورتنا الحالية متمنيا له التوفيق والنجاح في تسيير أعمال اجتماعنا هذا.
كما أود هنا أن أرحب بالإخوة الوزراء الذين انضموا الينا مؤخرا، الاخ الدكتور عبداللطيف الزياني وزير خارجية مملكة البحرين الشقيقة والأخ نور الدين الري وزير الشؤون الخارجية في الجمهورية التونسية الشقيقة معربا لهم عن أطيب التمنيات بالتوفيق في مهامهما الجديدة وكلنا ثقة بمساهماتهما المقدرة في الدفع بمسيرة عملنا العربي المشترك.
ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر للأخ أحمد أبوالغيط وجهاز الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على الجهود الدؤوبة التي قاموا بها للاعداد والتحضير المميز لأعمال دورتنا هذه.
السيدات والسادة يأتي اجتماعنا هذا في ظل تنامي الظروف الاستثنائية التي تمر بها منطقتنا العربية واستمرار الجروح النازفة في بعض بلداننا العربية ومع اننا عملنا معا وبكل عزم ونشاط خلال الفترة الماضية وبمشاركة المجتمع الدولي على ايجاد الحلول المناسبة للأزمات التي عصفت بالمنطقة إلا أننا لم نصل إلى النتيجة المطلوبة ومازالت هذه الأزمات بعيدة عن الحل.
لقد ساهمت تلك الأزمات في تدهور العديد من أوجه الحياة في المنطقة العربية واستنزفت مواردها وأدت إلى تراجع البلدان العربية في العديد من المؤشرات الدولية السياسية والاقتصادية والاجتماعية مما انعكس بالسلب على المواطن العربي.
اننا أحوج ما يكون اليوم ونحن نصادف الذكرى الـ75 لتأسيس الجامعة العربية إلى الالتزام بتوحيد مواقفنا وتعزيز تماسكنا وتجاوز خلافاتنا والعمل بشكل منسق ومدروس لمواجهة التهديدات والتحديات التي تواجه منطقتنا.
السيدات والسادة إن السياق المنطقي لجميع الأزمات في العالم انها تصل إلى الحل مع مرور الزمن إلا أن القضية الفلسطينية تتخذ مسارا معاكسا وذلك بسبب السياسات المدمرة التي تمارسها إسرائيل وعجز المجتمع الدولي عن تطبيق قرارات الشرعية الدولية وإلزام إسرائيل بتنفيذها الأمر الذي أدى إلى شلل تام في جهود السلام وتنامي الشعور بالإحباط وإذ نقدر أي مساع أو مبادرات للوصول إلى حل للقضية الفلسطينية وتحقيق سلام عادل وشامل الا ان الكويت أكدت ومازالت تؤكد على موقفها الراسخ في دعم خيارات الشعب الفلسطيني وان الحل العادل والشامل هو ذلك الحل الذي لا ينتقص من الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني ولا يتنافى مع المرجعيات الأممية والدولية ذات الصلة وبالأخص القرارات رقم (242) و(338) و(2334) والمرجعيات الرئيسية والثوابت الأساسية التي استقر عليها المجتمع الدولي وفى مقدمتها إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والذي لا يعطى إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال مسوغا للاستمرار في تحللها من التزاماتها الدولية والاستمرار في تهديد الوجود العربي والهوية الإسلامية والمسيحية والحقوق التاريخية والثابتة في القدس الشريف.
وفي هذا الصدد اود ان ارحب بالسيد كريستيان ساو ندرز وكيل امين عام الأمم المتحدة والمفوض العام بالنيابة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (اونروا)، مؤكدا له استمرار دعم الكويت للوكالة في تقديم مساعداتها البناءة في دعم الشعب الفلسطيني وتخفيف المعاناة عنه.
أما فيما يتعلق بالقضية السورية فإننا نعرب عن قلقنا البالغ إزاء تصاعد العمليات العسكرية شمال غرب سورية وتأثير ذلك على الوضع الإنساني، ونؤكد أن عمليات مكافحة الإرهاب لا تعفي بأي شكل من الأشكال أي طرف من أطراف النزاع من الالتزامات بموجب القانون الدولي، كما نشدد على عدم وجود حل عسكري للأزمة السورية وأن الحل الوحيد هو من خلال تسوية سياسية وفقا للقرار (2254) وبيان جنيف لعام 2012، وتطلعنا إلى المضي قدما في عمل اللجنة الدستورية والاستجابة لتطلعات الشعب السوري الشقيق، كما نحث الاطراف المعنية على الالتزام بقرار مجلس الامن التابع للأمم المتحدة رقم (2401) الصادر عام 2018 المعني بإدخال المساعدات والخدمات الإنسانية والإجلاء الطبي بشكل دائم ودون عوائق وبما يتوافق مع القانون الدولي.
كما نؤكد على أن الجولان السوري المحتل أرض عربية محتلة من قبل إسرائيل، وأن الاستيلاء على الأراضي وضمها بالقوة يخالف ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن بما فيها القرار رقم (497)، وفي هذا السياق اود ان أعرب عن ترحيبي بالسيد غير بيدرسون المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، مؤكدا له دعم الكويت للجهود التي يقوم بها تجاه إيجاد حل للأزمة في سورية.
أما فيما يتعلق بالأزمة اليمنية فإننا نعرب عن القلق البالغ إزاء استمرار هذا الصراع واستمرار معاناة الشعب اليمني الشقيق، ونؤكد على موقفنا بأن الحل السياسي هو السبيل الأجدى لمعالجة تداعيات هذه الأزمة، والمبني على المرجعيات الثلاث وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة لاسيما القرار (2216) إضافة الى دعوتنا للالتزام باتفاق ستوكهولم بكل عناصره والتي صادق عليها مجلس الأمن واتفاق الرياض الموقع بتاريخ 5 نوفمبر 2019 ودعم استكمال جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن نحو استئناف المشاورات للوصول إلى اتفاق سياسي شامل يلبي تطلعات الشعب اليمني الشقيق ويحافظ على استقراره ووحدة أراضيه وضمان عدم التدخل في شؤونه الداخلية، كما اننا ندين وبأشد العبارات كل الهجمات التي تنطلق من الأراضي اليمنية لتهدد أمن واستقرار المملكة العربية السعودية ودول المنطقة.
أما فيما يتعلق بالقضية الليبية، فإن الكويت تدعم كل الجهود الدولية الرامية إلى رأب الصدع وتوحيد الصفوف وإرساء دعائم السلام في دولة ليبيا الشقيقة، كما أنها تثمن الجهود التي قام بها السيد غسان سلامة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، ونحث كل الأطراف الليبية على التحلي بروح المسؤولية والرغبة الجادة في الوصول الى تسوية سياسية، مؤكدين في هذا الصدد دعمنا لمخرجات مؤتمر برلين وضرورة وقف إطلاق النار والالتزام بقرار مجلس الأمن رقم (2510) الصادر بتاريخ 12 فبراير 2020 وأن يكون الحوار بين الليبيين هو الكفيل بإنهاء الصراع وفرض السلام.
أما فيما يتعلق بمنطقة الخليج العربي فإن استمرار حالة عدم الاستقرار وما ينتج عنها من تعريض أمن الملاحة في هذه المنطقة الحيوية من العالم هو تهديد مباشر يستوجب معه التزام كل الأطراف بضبط النفس واحترام قواعد قانون البحار الدولي وتكثيف المساعي والجهود الديبلوماسية مع المجتمع الدولي للنأي بالمنطقة عن المخاطر المحدقة وأهمية تضافر الجهود الدولية لحماية هذا الممر الحيوي والمهم للعالم.
السيدات والسادة، اخيرا لابد أن أتطرق إلى موضوع الساعة وهو انتشار فيروس كورونا المستجد الذي لا يعترف بالحدود ولا يفرق بين الاجناس والأعراق وما يشكله من مخاطر على شعوب المنطقة وضغطا على حكوماتنا ودولنا وتحديا واختبارا حقيقيا يتطلب تضافر الجهود الدولية وتعزيز التنسيق الجماعي على كل المستويات لتجنب التداعيات السلبية لهذه الأزمة التي تلقي بظلالها على قطاعات عديدة من دول العالم، سائلين المولى عز وجل أن يوفقنا في درء الأخطار عن شعوبنا ومنطقتنا.
وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يوفقنا لما فيه خير ورفعة دولنا العربية وتحقيق تطلعات وآمال شعوبنا العربية.
هذا، وضم وفد الكويت كلا من السفير فهد أحمد العوضي مساعد وزير الخارجية لشؤون الوطن العربي وأحمد عبدالرحمن البكر المندوب الدائم للكويت لدى جامعة الدول العربية وعددا من كبار مسؤولي وزارة الخارجية.