نجحت قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في موسكو أمس بالاتفاق على وقف جميع الأعمال القتالية على خطوط التماس في محافظة ادلب السورية اعتبارا من منتصف ليل أمس.
وقال اردوغان في مؤتمر صحافي بختام القمة الماراثونية مع بوتين: «سيكون هناك وقف لاطلاق النار في ادلب وسنراقب ذلك لمنع حدوث كوارث».
واضاف أن تركيا تحتفظ بحق الرد على جميع الهجمات التي تأتي من النظام السوري.
وكان بوتين استهل القمة بتقديم تعازيه لأردوغان بمقتل العسكريين الأتراك في هجوم لقوات الحكومة السورية على مواقعهم في ادلب الاسبوع الماضي، معتبرا ان الخسارة في الأرواح دائما مأساة كبيرة، موضحا أن العسكريين الروس والسوريين لم يكونوا على علم بموقع الجنود الأتراك، والجيش السوري خلال هذه الفترة تكبد أيضا خسائر كبيرة. وشدد بوتين على ان الأوضاع في إدلب توترت إلى درجة تتطلب حديثا مباشرا بين الطرفين، مؤكدا ضرورة تجاوز هذا التوتر والعمل على عدم تكراره.
من جانبه، اعتبر الرئيس التركي أن القرارات التي سيتم اتخاذها خلال اللقاء في موسكو للتخفيف من حدة الوضع في المنطقة، مشددا على متانة العلاقات بين تركيا وروسيا.
وأمل أردوغان ان تؤدي القرارات التي سيتمخض عنها اجتماعه مع الرئيس الروسي في تخفيف الوضع في إدلب. وقال أمام عدسات الصحافيين في بداية الاجتماع إن العلاقات بين تركيا وروسيا في ذروتها وإن هدفه هو تعزيز هذه العلاقات. وقد استمر اللقاء الثنائي بين الرئيسين 3 ساعات، بحسب الكرملين الذي أشار إلى أن المحادثات استؤنفت بمشاركة وفدي البلدين.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريح صحافي، إن الرئيسين «تحدثا على مدار 3 ساعات» وجها لوجها،(ثم انضم إليهما الوفدان بوقت لاحق). وكان أردوغان اصطحب معه وفدا رفيعا يضم وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، والدفاع خلوصي آكار، ورئيس الاستخبارات هاكان فيدان، بحسب وكالة «الاناضول» واصطحب أردوغان معه عددا من الصحافيين خلال الزيارة ليطلعهم على كثير من الأمور، مؤكدا أنه «لن يبقي أي شيء سرا». وبالتزامن مع القمة، تصاعد التوتر بين قوات المعارضة والحكومة السورية في محافظة ادلب أفادت تقارير إخبارية بأن فصائل المعارضة المدعومة من تركيا شنت هجوما مضادا في سراقب سبقه قصف مدفعي عنيف من قواعد تمركز القوات التركية استهدف مواقع قوات النظام وحلفائه في المدينة وريفها وخاصة الطريق الدولي «ام 5» الذي ربط دمشق بحلب. وقالت مواقع معارضة إنه تم إسقاط طائرة استطلاع روسية في أجواء ريف حلب الغربي.
في المقابل أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قوات الجيش السوري بدأت أمس، هجوما بريا وسط اشتباكات عنيفة مع الفصائل المسلحة في إدلب.
وقال المرصد: «إنه تم تأمين طريق دمشق - حلب الدولي بطول 100 كيلومتر». وكان الجيش السوري سبق وأعلن انه سيطر على الطريق الذي يربط شمال سورية بجنوبها بالكامل. وقتل 15 مدنيا بينهم طفل بضربات جوية سورية في إدلب، كما أعلن المرصد. واستهدفت الغارات «تجمعا للنازحين»، ممن فروا من التصعيد المستمر في المنطقة منذ أشهر، بالقرب من بلدة معرة مصرين في ريف إدلب الشمالي بحسب المرصد الذي أشار إلى إصابة 18 شخصا بجروح مرجحا ارتفاع حصيلة القتلى نتيجة وجود جرحى في حالات خطرة. الى ذلك، قال المرصد إنه ومنذ منتصف يناير الماضي، رصد نزوح أكثر من مليون و150 ألف مدني من مناطقهم في حلب وإدلب وحماة خلال الفترة هذه جراء تصعيد القصف بالإضافة للعمليات العسكرية العنيفة لقوات النظام وحلفائها بدعم من القوات الروسية والطائرات التابعة لها.