يبدو أن الكوكب لن يستريح من فساد الإنسان وأطماعه التي لا تريد أن تنتهى، حيث إنه وفى خضم المعارك والاقتتال الشرق أوسطى على النفوذ والثروات والهيمنة تفاجأ العالم بوباء أثار الذعر بين بني البشر، هذا الجنس الضعيف الذي لا يقيم للعدل والحق والخير والبر وزناً إلا من رحم ربي، وباء كورونا أو (كوفيد-19) جاء ليحتل صدارة الاهتمام العالمي بسبب انتشاره كالنار في الهشيم ليثير الذعر حتى أننا سمعنا الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعرض المساعدة على الصين وإيران!
لقد حول الوباء أعداء الأمس إلى أصدقاء اليوم وهو في الحقيقة سلوك رائع لضرورة التكاتف لمكافحة الكوارث الطبيعية العالمية كحرائق الغابات والزلازل والأوبئة والفيضانات، ولكن هل ظهور كورونا في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر 2019 سلاح بيولوجي تم تخليقه معمليا، أم وباء بيولوجي كباقي الأوبئة الفيروسية أو البكتيرية؟!
الحقيقة أنني أرى وأؤمن بإرادة الله في كل شيء مصداقا لقوله عز وجل (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) فالفساد هو سلوك بشري لعين، وطالما تكلمنا عنه ولا نستطيع حصره ولا يتسع له أي مكان ولا تصفه ألسنة وأقلام، فإن قلنا إن الوباء مؤامرة بشرية أو انتقام إلهي فالمعنى واحد بما كسبت أيدي الناس!
عندما كنا نصرخ ونطالب في مقالاتنا بمحاربة الفساد ظن بعض الناس أننا نشخصن معاركنا مع هذا أو ذاك! لقد كشف وباء كورونا حقيقة ما يفعله الفساد في المجتمعات الإنسانية فتجده يدور حول مفهوم الأنانية والسلطوية بغباء مدمر للجميع نعيشه بوضوح ونحن نرى الانتماء الطائفي والتعتيم والمحسوبية وتصفية الحسابات السياسية داخليا وخارجيا واستغلال المواقف بشكل يندى له الجبين.
لقد أعلنت منظمة الصحة العالمية من خلال فروعها الإقليمية الأرقام والإحصائيات بكل وضوح ومن ضمنها مصر التي تعاملت بشكل رائع عندما أجلت رعاياها من ووهان الصينية ووضعتهم تحت الكشف الطبي الذي أظهر سلبية النتائج، والتزمت بتعليمات الفرع الإقليمي للمنظمة ومقره القاهرة وكل الأمور أصبحت مبكرا تحت السيطرة.
ومع ذلك نجد حرب الإشاعات من جماعات أنقرة وطهران وعملائهم في المنطقة تريد الأذى والضرر لمصر، ضاربين بالاعتبارات الإنسانية والأخلاقية عرض الحائط خاصة أن الوباء يهدد العالم ومنطقيا لا توجد مصلحة لأحد في إخفاء أي معلومات ولم يفعلها إلا النظام الإيراني والذي يدفع ثمن خطيئته الآن وابتلينا نحن به وذلك بسبب الفساد.
الفساد يا سادة يا كرام هو الوباء الحقيقي وليس كورونا وسارس وأنفلونزا الخنازير، جنون البقر ليس مرضا ظهر في بريطانيا منذ أكثر من عشرة أعوام ولكنه واقع نعيشه في هذه المنطقة الموبوءة بفساد الضمير والأخلاق، سينتهي كورونا في يوم ما ولكن متى يكف الفاسد عن فساده وجنونه وحماقاته؟!!
استقيموا يرحمكم الله لكي يرفع الله عنا كل بلاء ووباء.. كل التحية والتقدير والعرفان للجنود المجهولين من أطباء وممرضين على الجهود المبذولة للحد من الوباء، ونسأل الله جل وعلا أن يرزقنا السلامة واليقظة والنزاهة وشفافية العقل والضمير.