بيروت ـ عمر حبنجر
سجلت امس اول وفاة لمصاب بفيروس كورونا في لبنان. وقد أعلن وزير الصحة د.حمد حسن وفاة المريض جان خوري بعد خمسة ايام من ظهور العدوى، المتوفى قدم من مصر وامضى ثلاثة ايام في مستشفى المعونات في جبيل قبل نقله الى مستشفى رفيق الحريري الحكومي في بيروت، ومنه تسللت العدوى الى ممرضتين في مستشفى جبيل نقلتا الى مستشفى الحريري.
وجان خوري من بلدة عبيدات (جبيل) وله من العمر 56 عاما. وبقي في مستشفى رفيق الحريري 40 مصابا بهذا الفيروس حتى ظهر امس، من بين 132 احتاجت 23 حالة منها للحجر.
ويلاحظ توسع الفيروس في اوروبا بينما ينحسر تدريجيا في الصين، اما في لبنان فإن العداد لم يتوقف، وفي كل يوم يرتفع الرقم، لتتناقص مستلزمات المكافحة، وابرزها اجهزة التنفس الاصطناعي في المستشفيات ومجموعها 500 جهاز فقط، 20% منها لا يعمل بسبب غياب قطع الغيار، تبعا لشح الدولار والعملات الصعبة، كما يقول النقابي جورج خياط، في حين باشر حزب الله تجهيز احد المستشفيات القديمة الواقعة شرقي الضاحية الجنوبية ـ وهو مستشفى سان جورج في الحدث ـ لاستقبال مرضى كورونا، وهذا المستشفى يضم 10 غرف للطوارئ و3 غرف عمليات و84 سريرا، حيث سيصار الى نقل المرضى العاديين الى مستشفى الرسول الاعظم التابع للحزب، في حين قررت ادارة مستشفى اوتيل ديو تخصيص جناح لمصابي الكورونا متقدمة على المستشفيات الخاصة الاخرى.
وكانت حطت في مطار رفيق الحريري الدولي طائرة تابعة لـ«الميدل إيست» آتية من ميلانو في ايطاليا تقل لبنانيين على الرغم من وقوع ميلانو ضمن دائرة الحجر الايطالي الرسمي، لكن مصادر الطيران المدني اكدت خلو اي من ركابها من الفيروس، في وقت طلبت ادارة بنك بيروت ـ الذي يملك رئيس جمعية المصارف سليم صفير غالبية اسهمه ـ من سبعة من موظفيها الحجر في بيوتهم اثر مشاركتهم في مناسبة اجتماعية تبين ان احد وجوهها مصاب بالكورونا.
ومن ووهان في الصين اتصل المواطن اللبناني الدارس هناك ادهم السيد بقناة «الجديد» مجددا التأكيد على ان عدوى كورونا تنتقل خلال التجمعات البشرية الكثيفة، وقال ان الصين كانت تملك 3000 سرير لمعالجة هذا الفيروس لكن سرعان ما استحدثت 45 الف سرير في اسبوع.
وتزامن هذا مع اعلان لجنة متابعة التدابير والاجراءات الوقائية لفيروس كورونا التي شكلتها الحكومة سلسلة تدابير احترازية بينها تمديد اقفال المدارس والجامعات والحضانات من نهاية الاسبوع.
كما قررت وزارة الثقافة اقفال المتحف الوطني في بيروت امام الزوار، ووافق محافظ بيروت على اقفال الحدائق العامة في العاصمة بصورة مؤقتة، كما دعت وزارة السياحة الى اغلاق مراكز الترفيه والحانات والملاهي الليلية والاندية الرياضية ومنع اقامة البرامج الفنية والحفلات في المطاعم والمقاهي.
وكان 11 سائقا ايرانيا وصلوا الى مرفأ طرابلس، حيث حجر عليهم الامن العام ضمن اطار الاجراءات الاحترازية، وكان هؤلاء وصلوا الى مرفأ طرابلس مع شاحناتهم وقد منع عليهم العودة عبر الحدود التركية التي اتوا منها، وانتهت الاتصالات بإخراجهم بواسطة العبارات من خلال الحدود التركية بعد أن ثبت انهم خرجوا من ايران قبل شهر، ما يعني قبل انتشار الفيروس. سياسيا، بند وحيد تصدر جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت برئاسة الرئيس ميشال عون في بعبدا في الثانية من بعد ظهر امس، تناول خطة الطوارئ الاقتصادية والاجراءات الواجب اتخاذها للتفاوض مع حاملي سندات الدين بعد قرار الحكومة عدم دفع سندات اليوروبوند ومتابعة نشاط الخبراء الاجانب الذين سيتفاوضون مع حاملي السندات المحليين، اي المصارف اللبنانية، والخارجيين.
ويدور النقاش الحكومي حول امكان فرض ضريبة على الثروة تستهدف اصحاب الودائع الكبيرة من دون تحديد سقف مالي لهذه الضريبة، وتردد ان بين الخيارات حصر الضريبة بالودائع التي تفوق 300 الف دولار او كل من يتجاوز حسابه المصرفي المليون دولار، كما ان هناك طرحا باستثناء 86% من الحسابات المصرفية وتحديدا كل من لا تتخطى وديعته المصرفية 75 مليون ليرة.
وضمن خطة الطوارئ اعداد برنامج للنهوض المالي والاقتصادي يُقنع الدول الداعمة بجدية توجهها من اجل استئناف المساعدة، وبالتالي اللبنانيين بأن خطواتها المالية لن تمر بجيوب الفقراء منهم والذين باتوا يشكلون الطبقة العظمى منهم.
لكن كل المؤشرات تدل على ان كل الحلول ستمر بهذه الجيوب في ظل غياب الممولين الخارجيين واستمرار الهدر في مؤسسات الدولة والمعابر معطوفة على تعطل الحياة العامة بسبب فيروس كورونا.
في هذا السياق، استبعد الامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري ان يبحث عن حلول اقتصادية واجتماعية من دون المصالحة مع محيطه العربي والخليجي خصوصا، متوقفا في حديث لـ«بي.بي.سي عربي» امام المقاطعة العربية لحكومة اللون الواحد والتردد الدولي حيالها.