- المذكور: من سنن الله تعالى الكونية ليحدث النفع والضرر
- الرشيدي: للمؤمن رحمة ورفعة ولغيره عقوبة وعذاب
- الحشاش: إما أن يكون عقاباً أو بلاءً أو عبرة للمعتبرين
- الشمري: أفخر بإجراءات بلدي الكويت العلاجية والوقائية
يعتقد البعض ان وباء فيروس كورونا عقاب من الله على ما يقترفه البشر من آثام، ويؤكد الآخرون ان الزلازل والبراكين والجفاف والأمراض والأوبئة سنن كونيــة لا علاقــــة لها بإيمان أو كفر او توحيد او شرك.
فهل كورونا عقاب من الله أم مرض من الأمراض؟ وما الذي يجب أن يفعله المسلم في مواجهة هذا الوباء؟
يقول د.خالد المذكور موضحا اسباب نزول مرض كورونا على بلاد المسلمين بقوله: يقول الله تعالى: (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا رادّ لفضله) وظهور الأمراض والأوبئة والبراكين من سنن الله تعالى يحدث النفع والضرر.
فقد أصيب سكان الكويت عام 1831 بالطاعون والذي قضى على حوالي نصف السكان، كما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم عندما صعد جبل أحد حدثت زلزلة فقال النبي صلى الله عليه وسلم مخاطبا الجبل: «اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان»، وكذلك في عهد الخليفة عمر بن الخطاب كان وباء طاعون عمواس الذي توفي فيه عدد من الصحابة والتابعين والذي كان قد حدث في الشام وكان من أبرز من ماتوا أبوعبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وقد اعتبرهم الرسول صلى الله عليه وسلم شهداء، وليس معنى وقوع مرض الكورونا انه بسبب معاص، بل هو كبقية الأمراض، وحول أهمية الحجر الصحي قال د.المذكور: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه.
وبهذا أرسى النبي صلى الله عليه وسلم مبادئ الحجر الصحي قبل أكثر من 1400 سنة في وقت لم يكن هناك فيه من يعلم بالحجر الصحي.
وشدد د.المذكور على أهمية أخذ كل التدابير عند انتشار أي وباء في المجتمع والتي يحددها أهل الخبرة والاختصاص في مواجهته.
حسن الظن
يقول الشيخ د.عدنان الرشيدي: سألت أمنا عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم، كما في البخاري، عن الطاعون فأخبرها أنه كان عذابا يبعثه الله تعالى على من يشاء فجعله الله تعالى رحمة للمؤمنين فليس من عبد يقع في الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم انه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد، فهو يختلف بحسب الشخص المصاب فالمؤمن رحمة ورفعة له وغيره عقوبة له.
وحول ما يجب ان يقوم به المسلم أكد د.الرشيدي انه يجب ان يحسن الظن بربه ويأخذ بالأسباب الشرعية والحسية وهذا لا يتنافى مع التوكل بل هو التوكل لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم) والله أعلم ورسوله.
ثلاثة أمور
ويضــيــف الشــــيخ عبدالرحمن الحشاش: هناك من يتساءل: هل مرض الكورونا عقاب أم مرض من الأمراض؟ وأقول ان الأمراض والأسقام والبلايا وجميع المصائب التي نراها في هذه الأرض لا تخلو عن كونها أحد 3 أمور، فهي عقاب وعذاب للكافرين، كما أرسل الله الطوفان والجراد والقمل والضفادع بلاء وعذابا على من كفر من آل فرعون.
وكما ينزل الله تعالى الرياح والمحن والزلازل على الكافرين، فهي فعلا عذاب على الكافرين، وفي الوقت نفسه الوقت هي بلاء ورحمة للمؤمنين الصابرين المحتسبين وتطهير لهم لمن أصيب بهذا الداء من المسلمين ونحتسب على الله ان يحصل أجر عظيم وقد يحصل على أجر الشهيد اذا كان صابرا واحتسب قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما يصيب المؤمن من هم ولا نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه» إذن هي عذاب للكافرين وهي بلاء ورحمة وتطهير للمؤمنين.
وزاد، وفي الوقت نفسه هو عبرة للمعتبرين حتى الذي لم يصب بالمرض يعرف قدرة الله سبحانه وأنه تعالى قادر على كل شيء فهو عبرة للمعتبرين ولا يخرج عن أحد الثلاثة أبدا.
نسأل الله تعالى ان يفرج عنا وأن يبعد عنا الأسقام والأمراض بإذنه وهو السميع العليم.
التوكل على الله
يرى الشيخ د.سعد الشمري ان ما يصيب الناس من أمراض وأسقام وأوبئة هو من قدر الله تعالى فيسلم المؤمن لقضاء الله عز وجل ويرضى، قال تعالى: (ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه والله بكل شيء عليم)، وقال تعالى: (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون).
وأكد ان الصبر على قضاء الله تعالى المؤلم من مكملات الإيمان، وعلى المرء المسلم في مثل هذه الأحوال ان يتوكل على الله حق توكله وأن تتعلق قلوبنا بالله أعظم من تعلقنا بالماديات ونحوها فالله عز وجل هو مسبب الأسباب سبحانه ومن تمام التوكل بذل الأسباب المشروعة والمباحة لاتقاء الأمراض قبل وقوعها والتداوي منها بعد وقوعها ومن ذلك استعمال الأسباب الواقية من الأمراض ومن ذلك تناول الأطعمة والفيتامينات التي ترفع المناعة والاهتمام بالنظافة وتنقية الهواء وعدم الخلطة الزائدة والبعد عن الأماكن الموبوءة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الإبل: «لا يوردن ممرض على مصح»، ففي بني آدم أولى وأحرى، ونصح د.الشمري بتجنب الأماكن المزدحمة والحذر عند الذهاب للمستشفى ووضع الكمام إن تطلب الأمر، ولينظر للصالح العام ولا ينظر بنظرة الأنانية او السخرية او الاستهزاء، فالأمر يحتاج الى تكاتف الجهود لوأد المرض بأمر الله تعالى والتحرز منه قدر الإمكان.
وقال وقبل ذلك علينا بدوام الذكر لله تعالى والحرص على الأوراد والدعاء والتوبة والاستغفار، حيث ما نزل داء إلا بذنب ولا يرفع إلا بتوبة وأن ندعو بالدعاء النبوي العظيم «اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأعمال والأخلاق والأهواء والأدواء».
ولابد من كلمة أخيرة مستحقة وهي أني أفخر ببلدي الكويت بجميع إجراءاتها العلاجية والوقائية حول هذا الوباء وأعتز بوعي الناس حوله وأسأل الله ان يوفق المسؤولين وعموم الناس من مواطنين ومقيمين الى ما فيه خير وصلاح.