لم يمض على اكتشاف فيروس كورونا (كوفيد-19) إلا شهران حتى أعلنت منظمة الصحة العالمية تصنيفها للعدوى بأنها جائحة أصابت العالم، ثم قامت كثير من دول العالم بإعلان حالات الطوارئ.
يتساءل البعض عن اللقاح والدواء، وكما يعلم الكثير أن اللقاح هو تطعيم للوقاية من المرض، بينما الدواء هو مادة تستخدم للعلاج من المرض.
من المتوقع اكتشاف الدواء قبل اللقاح، حيث قامت الشركات الدوائية العالمية بأبحاث إعادة استخدام الأدوية، والتي من خلالها تقوم الشركات الدوائية بدراسة إمكانية استخدام بعض الأدوية المعتمدة والمستخدمة حاليا كعلاجات لأمراض محددة، وإعادة استخدامها لعلاج عدوى كورونا كوفيد-19، فعلى سبيل المثال:
٭ دواء كلوروكوين المعتمد لعلاج الملاريا، أصبح استخدامه دارجا في الكثير من الدراسات الإكلينيكية في الصين والتي أصبح عددها يقارب العشرين دراسة.
٭ دوائا رايتونافير ولوبينافير اللذان يستخدمان لعلاج الإيدز، هما خاضعان للتجارب الإكلينيكية في الصين، ولعل أحدث دراسة صدرت من الصين بينت أنه تم استخدام هذين الدواءين على41 شخصا، نتج عن ذلك تشافي 29 شخصا منهم، والدراسات مستمرة على هذين الدواءين المتوقع لهما مستقبلا جيدا.
٭ دواء ريمديسيفير، وهو الدواء الذي قال عنه مساعد مدير منظمة الصحة العالمية: «نعتقد أن هذا الدواء فاعل»، هو أحد أبرز الأدوية المتقدمة في هذا المجال والذي تنتجه شركة جيليد الأميركية، يعتبر هذا الدواء الأكثر تقدما ومن المتوقع أن يكون هو الحل لهذه العدوى التي حلت في العالم لاسيما أن هناك دراسات إكلينيكية جارية في الصين والولايات المتحدة الأميركية وكوريا الجنوبية، تلك الدراسات التي تركز على التأكد بشكل أكبر من فاعلية الدواء على مرضى كورونا كوفيد-19، يتميز هذا الدواء بأنه من الأدوية الفاعلة التي استخدمت للقضاء على الإيبولا، بالإضافة إلى أنه من إنتاج شركة جيليد الأميركية الدوائية، تلك الشركة المعروفة باختراعات دوائية لعلاج الأمراض الفيروسية، فهذه الشركة قضت على الالتهاب الفيروسي الكبدي الوبائي (ج)، وهي ذاتها التي صنعت دواء تروفادا الشهير كأحد الحلول العلاجية لمرضى الإيدز.
٭ على مستوى التطعيمات، هناك تطعيم من شركة موديرنا، وهو الأبرز في هذا المجال، ويخضع الآن للتجارب الإكلينيكية في مراحلها الأولى - للتأكد من المأمونية- حتى وإن نجحت المرحلة الأولى، فإن هذا التطعيم قد يكون متاحا في صيف 2021 على أفضل تقدير.
ماذا يعني كل هذا؟
هناك أدوية من المتوقع أنها ستكون متاحة قريبا لعلاج هذا المرض، ولكن تذكروا هذه الأدوية ستعالج المرضى، مما يعني أن استخدامها مرهون بالإصابة بالمرض، هذا يعني أن هذا المرض من المتوقع أن يستمر، وكما قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في تاريخ 12 مارس «إن أجهزة المناعة لدينا ليست متطورة بالشكل الكافي للتعامل مع هذا الفيروس الجديد»، وهذا يتوافق بشكل كبير مع نظرية التطور التي أطلقها العالم داروين في القرن التاسع عشر بأن «الكائنات تتطور من خلال تغيرات طبيعية تجعلها قادرة على البقاء والاستمرار في الحياة»، وهذا بالضبط ما هو متوقع أن يحدث كما قال كبير المستشاريين العلميين في إنجلترا، السيرباتريك فالانس في تصريحه لوكالة سكاي نيوز في تاريخ 13 مارس «حتى نحمي المجتمع، يجب أن نحد من انتشار الفيروس، ومما لا شك فيه سيكون هناك بعض الأشخاص مصابين بالعدوى، ولكن إصابتهم الطفيفة، ستجعلهم يتناقلون العدوى الطفيفة عبر المجتمع مما سيحقق مناعة للمجتمع».
نصيحتي في الوقت الراهن هي المحافظة على عدم الإصابة بالعدوى حيث انه لا يوجد دواء معتمد لها حاليا، وكل ما هو متاح في دولنا - التي تفتقر للإمكانات البحثية مع الأسف - هو الاعتماد على حماية المريض من تدهور حالته بعلاج المضاعفات والاعتماد على قوة جهازه المناعي، وتذكروا أنه حتى لو اكتشف الدواء فهذا يعني أن شخصا ما سيصاب بالعدوى التي إما سيدحضها جهازه المناعي أو يحتاج لذلك الدواء، وستنتقل العدوى لشخص آخر وهكذا حتى يتطور الجهاز المناعي في المجتمع إما بتناقل العدوى أو بالتطعيم.
yayshamsaldeen@