عندما يظن أصحاب النفوس الضعيفة أنهم قادرون على تغيير قناعة الناس في شخص ما، عندها يسخّر الله عباده الطيبين لهذا الشخص من حيث لا يعلم، ولم يسخرهم الله إلا لطيب أفعاله ولذكره الحسن ولتواضعه الجم.
قبل أيام فوجئنا بتسجيل صوتي منسوب للراقي الأخ الفاضل عبداللطيف الروضان الأمين العام لمجلس الوزراء، وكان يظن صاحب التسجيل المشين أنه قادر على خداع الناس وتغيير قناعاتهم في ظل الموجة العارمة للسوشيال ميديا التي اختلط فيها الحابل بالنابل، وباتت مرتعا لبعض ضعاف النفوس الذين يستغلونها الاستغلال الخاطئ، ويستخدمونها لضرب الناس ولو «خليت خربت»!
صاحب التسجيل المشين سلك الطريق الخاطئ، عندما حاول تقليد الصوت المميز لدى أهل الكويت المعروف بأخلاقياته، وتربيته التي تمنعه حتى من الرد على صغائر الأمور، وتجبره أصالة معدنه على تجاهل مثل هذه السلوكيات الدخيلة على مجتمعنا، والتي لم يعتد عليها أهل الكويت الأوفياء، واكتفى الراقي «بوعبدالله» في رده على التسجيل المنسوب له بابتسامته.. قائلا «لا المفردات مفرداتي ولا الصوت صوتي والله يسامحه».
حقا إن المفردات التي قيلت ليست في قاموس مفرداتك، فقد عرفناك راقيا في تعاملك، مستمعا جيدا لكل من يجلس معك، قليل الكلام وكثير الأفعال، متواضعا لبقاً خلوقا يجبرك على احترامه، ورب ضارة نافعة كشفت عن حب أهل الكويت لهذه الشخصية الراقية التي تتلمذت في مدرسة فقيد الكويت المرحوم بإذن الله العم عبدالله مشاري الروضان وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية الأسبق، فمن لا يعرف أو يجهل الراقي عبداللطيف الروضان عليه أن يلتزم الصمت!
زامل عشرات بل مئات الوزراء الأفاضل، وكان خير عونا لهم بلا استثناء، لم يذكره أحد الا بكل خير، كان ومازال ناصحا وصادقا لمن يطلب النصيحة والمشورة في الرأي من الوزراء، بحكم خبرته الطويلة وحنكته السديدة.
مختصر مفيد: ما دفعني للكتابة هنا العشرة الطيبة مع عائلة الروضان الكريمة، والتي تحتم علي أن أكتب ما شاهدته ولمسته تجاه إخوة اجلاء وعلى رأسهم «الحكيم» ناصر و«الراقي» عبداللطيف و«الهادئ» علي و«الرزين» وليد و«الشهم» مشاري و«الذرب» عزام.
حفظهم الله وكل ذويهم.
أخيرا وليس آخرا.. ينتابني الحزن عندما ينتقد أو يغرد البعض بالسوء ويبث سموم الفتن والنميمة في حروفه دون أن يعي أن الله يمهل ولا يهمل!
ونسأل الله لهم الهداية، ومحشوم يابوعبدالله.. القوي الأمين.
M_TH_ALOTAIBI@
[email protected]