أصالة معدن الرجال ونفاسته لا تأتي من فراغ، بل تكون نتاج ثمرة تمت سقياتها بمكارم الأخلاق وبالقيم والمبادئ الفاضلة، وفي الغالب تظهر المعادن الثمينة للرجال وقت الشدائد.
صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، مثال يحتذى في تقديم يد المساعدة، فحصل عن جدارة واستحقاق على لقب قائد العمل الإنساني، لمساعي سموه الدائمة في دعم مختلف الدول والبقاع، ومساعيه إلى تخفيف معاناة الشعوب واهتمامه بالعمل الخيري وتسخير كل السبل لتحقيقه، وعودنا سموه على إطلاق المبادرات الإنسانية التزاما من سموه بالمسؤولية الإنسانية والأخلاقية تجاه كل محتاج، وحث سموه جميع الوزارات والمؤسسات على التبرع والمساعدة.
يوم أمس الأول، أطلق السيد فواز خالد يوسف المرزوق مبادرة شعبية بعنوان «الكويت تستاهل» لمواجهة انتشار فيروس كورونا، وبدأها بالمساهمة بمبلغ 10 ملايين دولار أميركي، ودعوة أهل الكويت الى الفزعة لأن وطننا العزيز يستاهل.
وبموجب المبادرة سيتم إنشاء صندوق تحت مظلة الحكومة الكويتية توجهه إلى ما تراه من سبل المكافحة وطرق الوقاية من كل مرض أو وباء، لا شك ان تلك المبادرة الوطنية تبرز معدن هذا الرجل، وتدعونا جميعا الى دعمها حتى نساند وطننا في هذه المحنة والتصدي لفيروس كورونا، وأنا على ثقة بأن رجالات الكويت سيساهمون في هذه المبادرة الوطنية وهي ليست غريبة على أحد أبناء المغفور له بإذن الله تعالى العم خالد يوسف المرزوق الذي أفنى حياته وعمره في خدمة الكويت وأهلها، وكانت مواقفه مشرفة أيام الغزو، وكان رجلا من رجالات الكويت الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية النهضة الشاملة بوطنهم ورفع شأنه وعزته ومجده.
أهل الكويت جبلوا منذ القدم على فعل الخير، ليقدموا أروع صور التكافل ومثلا رائعا لحب البذل والعطاء ما دفع بكل دول العالم للوقوف الى جانبها في محنة الغزو الغاشم حتى عادت حرة أبية.
ويقيناً، ستلقى مبادرة السيد فواز خالد يوسف المرزوق إقبالا كبيرا من قبل هذا الشعب المعطاء وفاء للكويت التي أعطت لنا الكثير والكثير، وآن الأوان لنرد لها جميعا جزءا من هذا الجميل.
..حفظ الله الكويت من كل مكروه.
آخر الكلام: الشكر موصول الى عدد من رجالات الكويت الذين كانوا كعادتهم عند حسن الظن بهم في استعدادهم لتوفير ممتلكاتهم سواء فندقية أو صحية وحتى معدات وأجهزة لمساعدة الدولة على التصدي لفيروس كورونا المستجد، كنت أنوي سرد بعض من هذه الشخصيات ولكن تخوفت من أن أدون أسماء فأنسى ذكر أسماء، وهذا يرجع الى الأعداد الغفيرة التي أبدت استعدادها للمساهمة في جهود الدولة لتجاوز الأزمة.