بقلم:المحامي أحمد البديح
رئيس جمعية النزاهة الوطنية الكويتية
يحق لنا ككويتيين أن نفخر بمواقف أبناء الكويت ودعمهم الجهود الحكومية في مواجهة وباء «كورونا» سواء من خلال التزامهم بالتعليمات الصادرة من الجهات المعنية أو من خلال تدافعهم للتطوع مع الفرق التطوعية كل من مكانه ووفق تخصصه وبما يدعم جهود القائمين على مكافحة هذا المرض.
لكن الفخر الأكبر يكون أيضا بأصحاب المبادرات الوطنية الشعبية الهادفة، وتعتبر مبادرة «الكويت تستاهل» للسيد فواز خالد يوسف المرزوق من أهمها، والتي شكلت عاملا محفزا للجميع للبذل من أجل الكويت، حيث أطلقها بمساهمة بقيمة 10 ملايين دولار في صندوق يكون تحت مظلة الحكومة والمساهمة فيه مفتوحة أمام جميع أبناء الكويت على اختلاف أطيافهم للمساهمة مع الدولة في مكافحة هذا الوباء الخطير وحماية المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة التي جبل أهلها على حب الخير.
وأستذكر هنا ما قدمه المغفور له بإذن الله تعالى العم خالد يوسف المرزوق خلال فترة الاحتلال العراقي الغاشم للكويت، والدعم المادي الذي قدمه للحكومة إضافة إلى حرصه، رحمه الله تعالى، على استمرار صدور جريدة «الأنباء» لنقل أخبار الكويت وأهلها وإيصال صوتها للعالم، إضافة إلى مد يد العون والمساعدة للكثيرين من المواطنين والمقيمين حتى كان انجلاء الأزمة وعودة بلادنا حرة.
واليوم ها هو التاريخ يعيد نفسه مع الأخ فواز خالد يوسف المرزوق الذي يعرف معنى الانتماء والولاء، نعم «الكويت تستاهل» ليست شعارا يرفع فحسب بل بذل وعطاء لبلد أعطانا الكثير، فـ «الكويت تستاهل» تجسيد من رجل أحب بلاده واستشعر معاني المسؤولية الملقاة على عاتقه وعاتق كل منا، فجاء بمبادرة مفتوحة أمام الجميع ليكونوا مساهمين فيها، فكلنا للكويت والكويت لنا، وعلينا جميعا أن نكون يدا واحدة وجسدا واحدا في الشدائد حيث تعرف معادن الرجال، فهنيئا للكويت وجود أمثال الأخ أبو خالد مع الكثيرين من أبناء وطننا الذين لم ولن يبخلوا في البذل لأجل الكويت، وهذا ما يشهد به الجميع.
إنني أتوجه بالشكر والتقدير إلى القائمين على مواجهة انتشار فيروس «كورونا» من وزارات الصحة والداخلية والتجارة والدفاع والبلدية والهلال الأحمر واللجان التطوعية المختلفة، وإلى جميع أبناء الكويت والمقيمين الشرفاء على أرضها، على تعاونهم وشعورهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعا، وأناشدهم الالتزام بتعليمات الجهات المختصة لعدم تعريض أنفسهم أوالآخرين للخطر وليكونوا عونا لإخوانهم في التصدي لهذا الوباء، سائلا العلي القدير أن يحفظ الكويت وشعبها والمقيمين على أرضها وجميع بلاد المسلمين والعالم من كل مكروه، وأن تنجلي هذه الأزمة بخير على الجميع.