نيفين أبولافي
في اليد اليمنى جهاز الهاتف المحمول وفي اليد اليسرى موجه قنوات التلفاز «الريموت كنترول»، هذا حال السواد الأعظم من الناس حول العالم عموما وفي الكويت خصوصا منذ ان بدأت جائحة فيروس كورونا تحط برحالها في كل بقعة من بقاع الأرض ليصبح الخطاب الإعلامي ومسوقاته بطل هذه المرحلة.
في الكويت التي تميزت محليا وعالميا في إجراءاتها الاحترازية لمواجهة هذه الأزمة من خلال جهود رجالات الدولة ودعم مواطنيها، لمع نجم الإعلام المرئي بشكل لافت بعد ان جيرت وزارة الإعلام بثها المباشر لتسليط الضوء على كل ما له علاقة بالأزمة، الا ان تلفزيون الكويت استطاع ان يكسر الروتين وكل القيود الإعلامية التقليدية للإعلام الرسمي بعد ان قدم الإعلامي الشاب عبدالله بوفتين برنامج «ظرف استثنائي»، الاستثنائي فعلا بكل المقاييس، سواء في نوعية الطرح والذي يعتمد على أدوات بوفتين في التقديم متحررا من الكلاسيكية الرسمية العامة من جهة، او تعاطيه مع الحدث اليومي محاكيا «السوشيال ميديا» في الطرح المتجدد للمواضيع وتعاطيه مع الجمهور والمسؤولين بشكل مباشر ويومي من جهة أخرى، طارحا بعض القضايا التي لم تكن تطرح على لسان مذيع او إعلامي، وكنا نسمعها أحيانا من ضيوف او بعض التصريحات، وباتت بعض تصريحات المسؤولين مادة إعلامية وجماهيرية يتناقلها الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي من جهة، وبعض الصحف ووسائل الإعلام العالمية من جهة أخرى.
«ظرف استثنائي» هو استثناء لكل القواعد في الإعلام الرسمي، محققا نجاحا جماهيريا ملحوظا، ويحسب للمسؤولين في تلفزيون الكويت تغيير النهج ليتماشى مع ظروف المرحلة ويحاكي حياة الناس ويجيب عن تساؤلاتهم بعد ان فتح الأفق في التواصل مع الوزراء المعنيين بالطرح بشكل لم نشهده من قبل إلا في حالات بسيطة من خلال برنامج «ليالي الكويت» والذي يعتبر ايضا من البرامج التي تميزت خلال هذه الأزمة.
عالميا، لم تغب الكويت عن خارطة الأخبار على شاشات القنوات الإخبارية العالمية، حيث كانت قوانينها التي فرضت للتعاطي مع فيروس كورونا هي الاولى في معظمها في المنطقة مما جعلها على رأس الأخبار في عدة محطات ومحل إشادة عالمية.