استمعت الى حوار دار بين زميلين من الوافدين الآسيويين، حيث كان أحدهما في مقتبل العمر وحديث العهد بالكويت وكان محور حديثه عن الحياة وظروف العمل وادعائه صعوبة العيش بالكويت، فردّ عليه زميله بكلمات بسيطة مفادها إن لم يرق لك الوضع فارحل الى حيث تشاء فأرض الله واسعة ولا يوجد سبب يلزمك بالبقاء، أما أنا فأراها جنة الله في أرضه، فكل وسائل الحياة والرزق متوافرة فمن خيراتها وطيبة أهلها حققت العيش الهانئ لعائلتي وضمنت مستقبل أبنائي وانني أنعم بكامل الحرية ولم أشعر بالغربة قط.
لمن يجهل نقول ان الكويت ليست الوحيدة التي تفاعلت مع الكارثة الدولية لانتشار فيروس كورونا، فهي حريصة دائما على الأخذ بزمام الأمور قبل استفحالها بهدف حماية أمنها القومي:
٭ حضرة صاحب السمو قام ومازال متابعا لمجريات الأمور وأشاد بالجهود المضنية من قبل الجميع حكومة وشعبا وتفضل سموه بمكافأة جميع القائمين على تنفيذ خطة الطوارئ الحكومية.
٭ للدولة سيادة مطلقة لاستصدار اي قوانين او قرارات والتي تصب في مصلحة البلاد والعباد فلا يجوز لأي كائن كان ان ينازعها في ذلك.
٭ العالم يمر بظروف صعبة ومؤثرة على مجالات الحياة، التجارة بشتى قطاعاتها خارجة عن الإرادة فالسبيل الوحيد الصبر واتباع الإجراءات المناسبة لذلك.
٭ الزّبَد عادة يطفو وسرعان ما يختفي فلا خشية منه، كذلك اللغط ونشر الشائعات محليا او خارجيا، فالعقلاء والمثقفون أقوى من ان يستمعوا لذلك.
٭ لدي يقين بأن المسؤولين لن يغفلوا ولكنني أذكر مسؤولي «التربية» بحماية الطلبة بإشغالهم بالأمور التربوية والترفيهية والرياضية اذا عطلت الدراسة وبالأخص من مرحلة الابتدائي الى الثانوية خشية من الفراغ وفي إذا تعذر السفر.
أما طلبة الجامعة وما في مستواها من معاهد فهم طاقات شبابية تمتلك مهارات ومعارف وقدرات بالإمكان استثمارها وتسخيرها في أمور تساعدهم على اكتساب الخبرة من خلال الخدمات التطوعية مفيدة للدولة وبمكافآت رمزية.
٭ أقترح على القياديين في وزارة الصحة والجهات الأخرى التي تمتلك مستشفيات ميدانية وغيرها من تجهيزات وطواقم طبية او فرق متخصصة للازمات والكوارث ان يتم استغلال تجهيزاتها وإخراجها من المخازن، وذلك على الأقل لفحصها واختبارها وتدريب العمالة على استخدامها فهنا فرصة لتطويرها لأنها أعدت لهذا الوقت.
أدعو الله جلت قدرته ان يحفظ الكويت والعالم أجمع وأن تزول هذه الغمة وندعو لسمو الأمير وسمو ولي العهد بالعمر المديد ونشكر لرئيس مجلس الأمة اهتماماته وكل الامتنان لسمو رئيس الحكومة لقراراته الثابتة وصلابته في مواجهة النكبة وتداعياتها ولجميع نواب الأمة الذين حرصوا على مصلحة الكويت ومن على أراضيها والتمسك بالقرارات السليمة.
وبالنهاية نصفق لجميع الأبطال من العاملات والعاملين للسيطرة على هذه الأزمة والمواطنين والوافدين المتقيدين والمتعاونين، ونقول: أنتم السور المنيع لصد خطر انتشار فيروس كورونا الذي سيقضى عليه بإيمانكم، فصبرا جميلا وشكرا جزيلا.
[email protected]