هناك الكثير من الدروس المستفادة من أزمة كورونا، فليس كل ما نمر به هذه الأيام يدخل في خانة السلبية لأن هناك إيجابيات واضحة لا بد من تسليط الضوء عليها، لذا علينا ان نغوص في بحر كورونا المظلم لكي نستخرج ما فيه من فوائد ومكاسب.
ومن هذه الإيجابيات والدروس المستفادة تلك الثقة اللامتناهية في القطاعات الحكومية المتعددة، التي أبدعت وتميزت في ادائها بشكل غير مسبوق ولم يكن متوقعا.
تلك القطاعات لم تستورد من قام بتلك الاعمال من الخارج، بل تمكنت من فعل ذلك من خلال كوادرها من موظفين سواء الكويتيون والمقيمون وغير محددي الجنسية الذين تصدروا المشهد بكل اقتدار.
وهذا الأمر يجعلنا نطرح تساؤلا حول مشكلة الاختلال الكبير في التركيبة السكانية، خصوصا ان الكثير من القياديين في القطاع الحكومي ثبت لديهم نجاح العناصر والكفاءات الكويتية تحديدا.
كنا نسمع دائما القياديين يرددون أن الموظف الكويتي غير قادر على العطاء، ويفتقد الخبرات وهذه أسطوانتهم المشروخة ولا يرغبون في التغيير والاعتماد على العنصر الوطني.
إلا أن أزمة كورونا التي تمر بها الكويت اليوم، أثبتت أن العناصر الوطنية تتصدر الصفوف الأولى في مواجهة هذه الأزمة في كل القطاعات. وأثبت العنصر الكويتي قدرته وكفاءته في أشد الأزمات، وكما يقال «لا حجت حجايجها.. مالها غير عيالها».
فعلى سبيل المثال، تلك البادرة المميزة من وزارة الاشغال بتدريب العناصر الوطنية من فريق الطوارئ بقطاع الصيانة من الجنسين على قيادة المعدات الثقيلة، وتنظيف شبكة الصرف الصحي وشبكة الأمطار في خطوة سباقة.
أعتقد جازما ان ما نمر به يعتبر فرصة مناسبة واستثنائية أثبت فيها العنصر الوطني جديته وكفاءته عندما سنحت له الفرصة.
وعليه فهي رسالة وفرصة للحكومة وللقطاع الخاص للتفكير الجدي واتخاذ خطوات عملية غير مسبوقة في تعديل التركيبة السكانية بعد تجاوزنا لهذه الأزمة والاعتماد على الشباب الكويتي وخلق فرص عمل فعلية لهم وذلك من خلال لجنة وزارية تعمل من الآن لوضع الخطط العملية لتنظيم التركيبة السكانية بعد الأزمة.
وفي الختام كل الشكر والتقدير لوزيرة الأشغال ووزيرة الدولة لشؤون الإسكان د.رنا الفارس ووزير الدولة لشؤون البلدية م.وليد الجاسم ووكيل وزارة الأشغال م.إسماعيل الفيلكاوي والوكيل المساعد لقطاع الصيانة بوزارة الأشغال م.عبدالعزيز الصباح على هذه البادرة المميزة، وأتمنى أن يحذو حذوهم بقية الجهات الحكومية.
[email protected]
Al_Derbass@