حذرت منظمة الصحة العالمية من ان انتشار وباء كورونا الجديد «يتسارع» بشكل كبير مع تجاوز عدد الاصابات الى اكثر من 350 الفا وعدد الوفيات الـ15 الفا، الأمر الذي دفع المزيد من الدول لتشديد اجراءاتها في محاولة لتجنب المأساة التي تشهدها إيطاليا وقبلها الصين.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس ادانوم غيبريسوس ان العالم قد شهد ارتفاعا هائلا في معدلات الاصابة بڤيروس «كوفيد 19» خلال اربعة ايام وصولا الى اكثر من 300 الف حالة إصابة، لكن احصائيات أخرى تشير الى أن العدد قد فاق الـ 350 الف اصابة.
وأضاف غيبريسوس في مؤتمر صحافي بمقر المنظمة في مدينة جنيڤ السويسرية عبر شبكة تلفزيونية مغلقة ان هذا الارتفاع الشديد يعني ان «معدلات انتشار الڤيروس سريعة للغاية ولكن هذا لا يعني عجزا بل ان وتيرة الانتشار فائقة».
كما دعا المدير العام للانتقال الى مرحلة «الهجوم» عبر فحص كل المشتبه بإصابتهم ووضع من خالطوهم في الحجر. وكذلك «التباعد الاجتماعي والبقاء في المنزل كإجراءات دفاعية للحد من انتشار الجائحة والحفاظ على قدرات وكفاءة الطواقم الطبية. وقال: إن لم نعط الأولوية للطواقم الطبية فسيموت الكثير من الناس.
من جانبه، دعا سكرتير عام منظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أمس، إلى إعلان هدنة فورية في مختلف أنحاء العالم، لحماية المناطق التي تموج بالصراع من خطر تفشي الفيروس. وحث غوتيريس الأطراف المتحاربة إلى إنهاء مرض الحرب ومكافحة المرض الذي يجتاح عالمنا.. وهذه المسألة تبدأ عن طريق وقف القتال في كل مكان الآن.
وعلى أمل وقف انتشار الوباء، دعت السلطات في أكثر من 50 دولة أو منطقة نحو 1.7 مليار شخص بينهم 700 مليون في الهند وحدها الى البقاء في منازلهم بحسب أرقام جمعتها وكالة فرانس برس.
وهم يواجهون غرامات او حتى عقوبات بالسجن في حال مخالفة أوامر البقاء في المنازل.
وسجل ما لا يقل عن 350 الفا و142 اصابة و15873 وفاة في 174 بلدا ومنطقة، وخصوصا في الصين التي سجلت 81093 اصابة، تليها ايطاليا بأكثر من 63927 اصابة، وقد حلت الولايات المتحدة في المرتبة الثالثة من حيث عدد الاصابات بأكثر من 33 ألف شخص ووفاة 416 شخصا، علما بان هذه الاعداد تعكس واقع تفشي الوباء في شكل جزئي لان عددا كبيرا من الدول لا تجري فحوصا سوى للحالات الاكثر خطورة. بحسب احصاء وكالة الانباء الفرنسية فرانس برس استنادت الى مصادر رسمية.
وقد أعلن رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون الاغلاق التام في المملكة لمدة ٣ أسابيع بعد تسجيل ٥٤ وفاة ليرتفع الاجمالي إلى ٣٣٥ مضافين إلى ٦٦٥٠ اصابة بارتفاع نحو ألف عن اليوم السابق.
من جهته، طالب رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو، الرئيس الاميركي دونالد ترامب بفرض اغلاق في كل أنحاء البلاد لاحتواء انتشار الڤيروس، كما وجه نداء للحصول على امدادات المستشفيات التي تحتاج اليها ولايته بشدة. وقال دي بلاسيو ان على الحكومة الفيدرالية ان تصدر اوامر مثل امر «البقاء في المنازل» في كاليفورنيا، وإجراءات مشابهة يتم تطبيقها في نيويورك، في جميع أنحاء البلاد. وقال «اذا لم نفرض التباعد الاجتماعي.. فسنفقد آلاف الأرواح التي كان من الممكن انقاذها. الأمر بهذه البساطة».
ويخضع نحو ثلث الاميركيين لمراحل مختلفة من الاغلاق شبه التام، بما في ذلك اكبر ثلاث مدن في البلاد نيويورك ولوس انجيليس وشيكاغو. وأمرت نحو ثماني ولايات بينها ايلينوي ونيوجيرسي، السكان بالبقاء في منازلهم الا في حال الضرورة، إلا أن ترامب قاوم حتى الآن الدعوات لإعلان اغلاق شامل.
وأصبحت مدينة نيويورك الآن مركز تفشي المرض في الولايات المتحدة، مع نحو 11000 اصابة مؤكدة وأكثر من 90 وفاة، بعد انتشار الوباء لأول مرة في ولاية واشنطن.
وأضاف أن المستشفيات العامة بالمدينة لديها فقط إمدادات طبية كافية لهذا الاسبوع، وحض الحكومة الفيدرالية على تسريع الإنتاج. لكن ترامب كتب على تويتر «لا يمكن أن نسمح بأن يكون العلاج أسوأ من المشكلة نفسها. في نهاية فترة الـ15 يوما سنتخذ قرارا بشأن الطريق الذي نريد أن نسلكه». وكان ترامب يشير الى فترة الإغلاق التي بدأت الاثنين لمدة 15 يوما وإطلاق سلسلة من التوصيات الفيدرالية حول التباعد الاجتماعي وغيرها من الاجراءات لمواجهة ڤيروس كورونا، وتنتهي بعد أسبوع من الثلاثاء.
ويستمر تفشي الوباء في إسبانيا التي تجاوزت عتبة الألفي وفاة بعد تسجيلها 458 وفاة و4486 إصابة جديدة في 24 ساعة.
وأضاف مدير المركز الوطني للتنسيق والطوارئ الصحية فيرناندو سيمون في مؤتمر صحافي ان العدد الإجمالي للوفيات في إسبانيا بلغ 2182 فيما بلغ عدد الإصابات 089ر33 ألف حالة.
وتتوقع الحكومة الإسبانية ان تصل البلاد إلى ذروة عدد الإصابات خلال الأيام القليلة المقبلة وسط مخاوف شديدة من احتمال ان يتهاوى النظام الصحي هذا الاسبوع.
وسجلت فرنسا 186 وفاة اضافية أمس ما يرفع الحصيلة الاجمالية في البلاد الى 860 وفاة، وفق ما اعلن وزير الصحة أوليفييه فيران الذي اكد انه تم احصاء 19 الفا و856 اصابة في فرنسا بينها 8675 نقل اصحابها الى المستشفيات منهم 2082 في العناية المركزة.