بقلم: فجحان رومي الفهد
لست من العارفين بفنون الكتابة ولكن إزاء بعض المواقف والأحداث ينتاب المرء شعور بالرغبة في التعبير متفاعلا.
وما هذه المقالة المتواضعة إلا انعكاس لقراءتي للأزمة وتداعياتها. وقد استذكرت وأنا بصدد كتابتها قراءتي في فترة ما قبل الاحتلال الغاشم للخطة الخمسية للدولة والتي جاء ضمن بنودها:
1ـ إعادة هيكلة التركيبة السكانية.
2ـ إعادة بناء الإنسان الكويتي.
وقد تساءلت في نفسي وقتئذ وبشعور ساخر: كيف يمكن تحقيقها؟ وسبحان الله وتحديدا خلال فترة الاحتلال الغاشم تحققت هذه البنود:
1ـ خروج وبشكل طوعي مئات الآلاف من الوافدين.
2ـ أثبت الإنسان الكويتي طيب معدنه من خلال ما حصل من تلاحم وتعاضد وتضحيات انصهرت فيها جميع فئات المجتمع في بوتقة حب الكويت، وتمكن الشعب الكويتي من إدارة جميع مرافق الدولة بدون وجود حكومة.
وما المبادرة التي أطلقها رجل الأعمال فواز خالد يوسف المرزوق تحت شعار «الكويت تستاهل» والتجاوب الإيجابي والسريع من رجال الأعمال دعما لجهود الدولة إلا تجسيد لذلك، والتاريخ خير شاهد على فزعة تجار الكويت لمساندة الدولة.
وقد شعرت بكثير من الارتياح للأداء الحكومي غير المسبوق في التعامل مع الأزمة، متجاوزين إجراءات «كتابنا وكتابكم» من خلال القيادة الرائعة لسمو رئيس مجلس الوزراء وفريقه الحكومي في تشكيل غرفة عمليات تدار بمهنية عالية وبتواصل مستمر تمثل في الاجتماعات والمؤتمرات الصحافية وبشفافية لافتة.
ولا ننسى دور وسائل الإعلام المميز في التغطية الشاملة دعما لجهود الدولة. وما حصول الكويت على المرتبة الأولى عالميا لمعالجة الأزمة إلا تتويج لهذه الجهود.
رسائل:
- ليسمح لي والد الجميع ـ يحفظه الله ويرعاه ـ بتجاوز البروتوكول والطلب من سموه إطلاق شعار «عودة الكويت لؤلؤة للخليج» وإعطاء توجيهاته السامية للمعنيين لتحقيق هذا الهدف، داعيا الله تعالى أن يمد في عمر سموه ويمن عليه بموفور الصحة والعافية، وأن يتحقق هذا الهدف في عهده.
- رئيس مجلس الوزراء:
- الاستمرار وبنفس الروح والمهنية التي يتم التعامل بها في التصدي للأزمة الصحية والعمل على إطلاق خطة متوسطة المدى لمعالجة، إن جاز لي تسميتها «أزمات» وليست ملفات:
٭ أزمة تربية وتعليم.
٭ أزمة اقتصاد.
٭ أزمة رياضية وغيرها.
والاهتمام والاجتهاد باختيار وزراء قادرين على تنفيذ الخطة وإنجاحها.
- نواب الأمة:
الاستمرار وبروح التعاون نفسها مع السلطة التنفيذية وتعديل أجنداتكم وسلم أولوياتكم، ليكون «الوطن أولا» والابتعاد عن المصالح الانتخابية وتسجيل النقاط، والتي أثرت سلبا على أداء المجلس.
- الناخب:
تذكر وأنت تدلي بصوتك معايشتك للأوضاع وكذلك مشاهداتك لما يجري في دول العالم وأن الكويت هي، بعد الله عز وجل، الملاذ الأخير لنا جميعا حكاما ومحكومين، فصوتك للكويت.
- الكتل السياسية:
من غير المقبول بعد الآن من البعض الاستمرار في ارتباطاتهم وولاءاتهم وأن يقدموا الكويت على كل أولوياتهم.
- المقيمون:
أنتم شركاؤنا في الوطن، فشكرا لتعاونكم ومساهمتكم في التصدي للأزمة.
- المواطنون:
تاريخيا وكما عهدناكم، جبلتم على التعاون والتكاتف والتطوع في الأزمات. أتمنى عليكم الاستمرار بهذه الروح وتعزيزها بحسكم الوطني العالي لنرقى بالكويت وإعادتها إلى مكانتها السابقة.
في الختام، ليعذرني من وجهت إليهم رسائلي مقدرا مكانتهم وعلمهم لكنها خلجات نفس وهواجس وهموم في الشأن المحلي أسقطتها على صفحات هذه المقالة ارتياحا منها وإبراء للذمة. فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
أدعو الله تعالى أن يأخذ بيد المخلصين في بلدي.