بعدما تجاوز عدد الاصابات الـ 440 الفا وعدد الوفيات نحو 20 الفا، أطلقت الأمم الامم المتحدة نداء لجمع ملياري دولار لاعانة الدول الأشد فقرا على مواجهة فيروس كورونا الجديد الذي أجبر أكثر من 3 مليارات شخص على التزام منازلهم.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من أن وباء «كوفيد ـ 19» بات «يهدد الإنسانية بأجمعها»، وذلك خلال إطلاقه «خطة رد إنساني عالمي» تستمر حتى ديسمبر المقبل مع دعوة إلى تلقي مساعدات بقيمة ملياري دولار.
واعتبر أن «الجهود التي تبذلها البلدان بشكل منفرد من أجل التصدي له لن تكون كافية». وتهدف الخطة إلى مكافحة الفيروس في «أفقر بلدان العالم» و«مساعدة الفئات الضعيفة للغاية»، والنساء والأطفال و«كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة والأشخاص ذوي الإعاقة».
وتبدو الخطة التي أطلقتها الأمم المتحدة متواضعة مقابل رصد الولايات المتحدة خطة بألفي مليار دولار لتحفيز اقتصادها، علما أن الخطة الأممية ستغطي الفترة الممتدة من أبريل إلى ديسمبر 2020، ما يعزز المخاوف من أن هذه الفترة ستشهد أزمة كبرى، ودعا غوتيريس إلى «مواصلة دعم خطط الاستجابة الإنسانية القائمة التي يعول عليها مائة مليون شخص».
بدوره، وصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية د.تادروس أدهانوم فيروس «كورونا» بأنه «عدو البشرية الأول»، وانه مستمر كآلة ضخمة في التوسع وبشكل هائل، لكن مازالت هناك فرصة للقضاء على هذا الوباء.
وحدد أدهانوم - خلال مؤتمر صحافي عقد في جنيف مساء أمس - ست خطوات يجب القيام بها لمواجهة انتشار فيروس «كورونا» وتتضمن: نشر وتدريب أفراد الطواقم الطبية، وإنشاء منظومة للوصول إلى أي حالة مشتبه بها، وتوفير الفحوصات، وإعداد المنشآت التي يحجر الأشخاص بها، وكذلك اتخاذ إجراء واضح لحجر المخالطين، وأخيرا انخراط الحكومة بكاملها في عملية مواجهة الفيروس.
وأشار إلى أن العديد من الدول اتخذت حزمة من الإجراءات للإبقاء على المواطنين في منازلهم، وأيضا إغلاق المدارس، وخفض عدد العاملين في أماكن العمل إلى الحد الأدنى، وغير ذلك، ولكن هذا كله لن يقطع دابر الوباء، وإنما الذي يقضي عليه هو القيام بالخطوات الست المذكورة.
ولفت أدهانوم إلى أن فئة كبار السن هم أكثر من تحيط بهم المخاطر، وأن هناك حاجة للعمل معا لحمايتهم وضمان توفير احتياجاتهم وهم في المنازل من توفير المواد الغذائية وغير ذلك.
وفي هذه الأثناء، اظهر احصاء لوكالة «فرانس برس» أمس ان اكثر من 3 مليارات نسمة في نحو سبعين بلدا ومنطقة دعتهم السلطات الى ملازمة منازلهم تحسبا لانتشار الوباء. ويشكل هؤلاء أكثر من ثلث سكان العالم الذين قدرت الأمم المتحدة عددهم بنحو 7.8 مليارات نسمة في 2020.
ولم تفلح هذه الاجراءات في وقف الفيروس العصي على السيطرة، حتى في الدول الاشد تطورا صحيا، فقد تقدمت إسبانيا على الصين لتصبح ثاني أكثر دولة في العالم تضررا من حيث عدد الوفيات التي يسببها فيروس «كوفيد ـ 19». وأحصت 738 وفاة جديدة يوم أمس فقط، ليرتفع الاجمالي إلى 3434 وفاة و47610 اصابات.
كما تعد اسبانيا من بين اكثر الدول تسجيلا لاصابات المسؤولين كذلك، حيث تأكدت اصابة النائبة الاولى لرئيس الوزراء الاسبانية كارمن كالبو بالفيروس بحسبما اعلن التلفزيون الاسباني الرسمي، واضاف التلفزيون نقلا عن مصادر رسمية ان كالبو التي تتطور حالتها بشكل ايجابي تتواجد في المستشفى منذ يوم السبت الماضي، وانضمت كالبو إلى وزيرة المساواة إيريني مونتيرو ووزيرة السياسة الاقليمية كارولينا دارياس شخصتا ايضا بالاصابة بالفيروس، وكذلك زوجة رئيس الوزراء وعدد من افراد عائلته والنائبة الثانية لمجلس النواب آنا باستور وزعيم حزب «بوكس» اليميني المتطرف سانتياغو أباسكال والناطق باسم حزبه في البرلمان أورتيغا سميث.
لكن إيطاليا لاتزال الدولة الاكثر تضررا في العالم حيث تسجل حصيلة يومية مخيفة من الوفيات منها 683 شخصا أمس وحده، ليقفز إجمالي الوفيات في البلاد إلى 7503، كما سجلت 3491 اصابة جديدة. واعلن نائب رئيس هيئة الحماية المدنية في المؤتمر الصحافي اليومي أن مجموع حالات العدوى التي سجلت في ايطاليا منذ بداية الوباء وصلت الى 74386 شخصا.
إيران تُحذر من موجة ثانية
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور أمس ان التفشي المتصاعد للمرض تسبب في وفاة 2077 شخصا حتى أمس، بعد تسجيل 143 حالة وفاة خلال 24 ساعة، وإصابة أكثر من 27017 شخصا على مستوى البلاد، وسط جدل حول امتناع الحكومة عن إغلاق المدن الإيرانية.
وحذر المتحدث باسم الحكومة الإيرانية أمس من أن بلاده قد تواجه موجة ثانية من تفشي الجائحة، وتزامن ذلك مع اعلان منع حركة السفر الداخلي والتجمعات التقليدية في المتنزهات خلال عطلة السنة الفارسية الجديدة.
وأوضح ربيعي أن الرئيس حسن روحاني فرض حظرا على أي رحلات جديدة بين المدن، مشيرا إلى أن «المخالفين سيواجهون بالقانون». بدوره، قال روحاني في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي «هذه الخطة (الجديدة) مشددة وستتسبب في مصاعب وقيود على السفر وتحث الأشخاص الذين سافروا بالفعل على العودة لمنازلهم بشكل أسرع».
وأوضح في لقاء بثه التلفزيون على الهواء مباشرة، أن الإيرانيين سيمنعون من مغادرة المدن والخروج في رحلات خلال عطلة السنة الفارسية الجديدة.
دول البلقان تستعد للأسوأ
ولم تعد منطقة البلقان الفقيرة في أوروبا في منأى عن تداعيات الفيروس، حيث تسجل بدورها ارتفاعا سريعا في عدد الإصابات وتستعد للأسوأ بأنظمة صحية أضعفتها هجرة الأطباء والممرضين الى دول اوروبا الغربية اضافة الى نقص التجهيزات، ويضاف الى هذين السببين أن دول البلقان تعاني من شيخوخة سكانها، وهو مصدر قلق كبير كون كبار السن هم الفئة الأكثر هشاشة ويشكلون نسبة كبيرة من ضحايا الفيروس.
وأحصيت حوالي 2200 إصابة ونحو 25 وفاة في المنطقة حسب أرقام رسمية يعتقد أنها اقل من العدد الفعلي لكنها تشير إلى تسارع كبير.
وحذر الأطباء من أنه إذا أصبح الوضع يشبه ما يحدث في فرنسا وإيطاليا أو اسبانيا فيمكن للأنظمة الصحية أن تنهار. وفي افغانستان، حذرت وزارة الصحة الأفغانية أن أكثر من 100 ألف مواطن قد يلقون حتفهم بفيروس كورونا، وقال متحدث باسم الوزارة وحيد الله مايار ان العدد يستند إلى أسوأ السيناريوهات في البلاد.