نواجه عدوا خفيّا يشنّ علينا حربا شرسة ولا نستطيع مهاجمته، بل الدفاع عن انفسنا بالاعتكاف في بيوتنا، فالكل متهم بأنه مصاب بالفيروس عندما تقابله ولا تعلم انت حتى ان كنت مصابا به أو لا، وهذا الأمر يزيد الأزمة التي نعيشها تعقيدا ونضطر الى حبس أنفسنا بالمنازل خوفا على انفسنا وعلى من نحب.
تزايد المصابين والوفيات في دول العالم ينذر بأننا لازلنا في المرحلة الأولى مع حربنا ضد هذا الفيروس خصوصا انه استطاع التفشي في دول متقدمة طبيا مثل إيطاليا وغيرها من الدول، وبالرغم من ان إجراءات الحكومة الكويتية جاءت بمحلها لاحتواء هذا الوباء الا انني أتوقع انه ستزداد حالات المصابين حسب ما اراه من إحصائيات حول العالم.
فعندما بدأت الأزمة كان هناك كثير من التطمينات ان نسبة الموت 0.1% وأن أعراضها كالإنفلونزا والأمور تحت السيطرة ولكن مع هذا التسارع بتفشي الوباء وتزايد نسبة الموت في الصين وإيطاليا وإسبانيا اختلفت الأمور تماما حتى بدأت أرى آراء طبية متضادة حول هذا الفيروس مما يجعلنا قلقين أكثر ولا نعلم ماذا يخبئ لنا المستقبل، فمقولة وزير الصحة «أستحلفكم بالله البقاء في منازلكم» كانت مؤثرة وتدل على استشعار الوزير للخطر القادم.
تم إقرار الحظر ولو كان جزئيا بعد فترة من مطالبات الشعب نفسه وهذا يدل على وعي كبير من الشعب الكويتي للمحافظة على أرواح الجميع ودعم الإجراءات الحكومية. ولكن ينقسم المجتمع الكويتي الى قسمين، قسم واع لما يحدث والتبعات المتوقعة ولهذا يحترم ما تقره الحكومة ويرفض التصرفات الشاذة وقسم آخر غير مبالٍ بالحظر ولا بإرشادات وزارة الصحة بالتباعد الاجتماعي ويتنقل صباحا بعد الحظر كأن الأمور طبيعية.
لا يوجد عذر لهؤلاء بعصر التواصل الذي يلاحقك في كل مكان، هاتف ذكي، جرائد، تلفزيون، تواصل البشر كلهم يصب نحو موضوع «الكورونا» وماذا عليك ان تفعل تجاهه لدرجة اصبحنا خبراء بعلم الفيروسات، ولكن عانينا منهم كثيرا ليس فقط اليوم بل منذ سنوات عديدة بتجاوز قوانين المرور والاستعراض بالسيارات ليلا إلى أن وصل الأمر للقيام به حتى اثناء هذه الأزمة وعدم احترام حقوق الغير وطلب الواسطات لأخذ ما ليس لهم وغيرها من أمور لا يقوم بها الا شخص متخلف.
هناك اشخاص يعملون ليلا ونهارا تاركين أبناءهم بالمنازل لكي يحافظوا على أرواحنا معرضين حياتهم وحياة اقربائهم للخطر وهذا ناهيك عن التعب والإجهاد الذين يشعرون به ودورنا فقط البقاء بالمنزل حتى لا تزداد حالات الإصابة ويصبح هناك عبء على النظام الطبي بحيث لا يستطيع معالجة الا القليل.
وبالرغم من وجود وسائل الترفيه في المنزل وانترنت مجاني لهذا الشهر وخدمات توصيل للمنازل من أدوية واغراض الجمعية الا انه ماكو فايدة ببعض الناس ان يبقوا في بيوتهم لأنهم ما يستحون ويصرون على الخروج، مو عيب؟
اليوم ندفع الثمن بسبب سنوات من التراخي بتطبيق القانون وأيضا عدم تربية بعض الآباء لأبنائهم لأنهم «يخلون الشارع يربيهم» ونضطر نحن لدفع الثمن لذلك يتم طلب الحظر الكلي بسبب هؤلاء للحفاظ على أرواحنا وأرواح من نحب لأننا نعلم تأثير لا مبالاتهم علينا فمريضة واحدة في كوريا الجنوبية استطاعت ان تتسبب بإصابة 8000 شخص لذهابها الى أماكن لا تتعدى أصابع اليد والاخوان عندنا يقفون بالطوابير من أجل كوب قهوة من أحد المحلات بهذه الأوضاع!
SaqerG@