400 ألف صيني يدفنون أحياء: (260 ق.م)
الصين قديما كانت عبارة عن ممالك متفرقة، وكان أقواها مملكة كين بزعامة الملك رينج زينج والذي استطاع تكوين اول إمبراطورية موحدة وأطلق على نفسه اسم شي هونجدي. وكانت المعركة المحورية التي خاضها ملك كين لتكوين امبراطورية هي معركة جو بنج والتي وقعت أحداثها في سبتمبر 260 ق.م.
حيث أغار جيش مملكة (كين) على مملكة (هان) التي احتلت عاصمتها (شانج دانج) موقعا استراتيجيا. فسلّمت مملكة (هان) الضعيفة (شانج دانج) الى جارتها الأقوى وهي مملكة (زو). وبعد مرور سنتين من حصار (شانج دانج) وقعت معركة جوبنج والتي اعتبرها المؤرخون أعنف المعارك الدموية على مر التاريخ، حيث اشتبك جيش مملكة (كين) مع جيش مملكة (زو) واستطاع قائد جيش مملكة (كين) هزيمة جيش مملكة (زو) وقام قائد الجيش المنتصر (بي كي)، بدفن جنود الجيش المهزوم أحياء والذين بلغ عددهم 400 ألف جندي. ولم تنهض مملكة (زو) بعد ذلك واستسلمت لمملكة (كين). ومن الطريف ان قائد جيش مملكة (كين) والذي قام بذلك العمل اللا إنساني قد أجبر على قتل نفسه، حيث صار يشكل خطرا على زعماء مملكة (كين) نفسها. وكان الإمبراطور (شي هونجدي) زعيم أول إمبراطورية صينية لا يخشى إلا الموت. وبنى لنفسه مقبرة هائلة الحجم شارك في بنائها نحو 700 ألف جندي صيني. وفي سنة 1974، اكتشف علماء الآثار جيشا تحت الأرض كان مكونا من عدد 7 آلاف جندي بالحجم الطبيعي مجهزا من الطين والصلصال، واكتسب اسم جيش تيراكوتا والذي أمر بتصميمه الإمبراطور (شي هونجدي) ليكون في حراسة مقبرته بعد الموت. ويعد ذلك أكبر كشف أثري في التاريخ.
من كتاب: 200 يوم غيّرت وجه الكون ـ د.ايمن ابوالروس