- الدغيشم: يجب النظر بعين الرحمة والرأفة للأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها المقيمون حالياً
- حيدر: اتحاد الوسطاء أطلق حملة «ساعد مستأجرينك» بالتزامن مع تأجيل قروض المواطنين
- الدويهيس: موضوع الإيجارات أحد أهم المواضيع الإنسانية حالياً.. وفي الأزمات تظهر معادن الناس
- الجريوي: الكويت تعيش حالياً أزمة قاهرة تتحطم أمامها كل المعايير الدنيوية والاقتصادية
طارق عرابي
في الوقت الذي تتنافس فيه المبادرات الإنسانية، وتتعالى فيه الأصوات التي تنادي بالتضامن والتكافل للوصول إلى بر الأمان في هذه الأزمة التي ضربت دول العالم أجمع، وعلى الرغم من المبادرات التي قامت بها العديد من الجهات للتخفيف عن كاهل المواطنين والمقيمين في مثل هذه الظروف لجأ بعض ملاك العقارات الاستثمارية إلى لغة التهديد مع مستأجريهم، محذرين من مغبة عدم دفع الإيجارات المستحقة عليهم في الوقت المقرر.
بعض ملاك العقار لم يلتفتوا إطلاقا إلى الأزمة الكبيرة التي تمر بها البلاد حاليا، والتي تسببت في تعطيل عجلة الحياة الاقتصادية، وما نتج عنها من إيقاف عدد كبير من المقيمين عن العمل في ظل إغلاق المجمعات والمحال التجارية، وقاموا بتهديد المستأجرين باتخاذ الاجراءات المناسبة تجاه أي مستأجر لم يقم بسداد القيمة الإيجارية بحلول يوم 20 من كل شهر، وهو الأمر الذي لاقى استياء المستأجرين من جهة، واستهجان عدد من الفعاليات العقارية الذين التقتهم «الأنباء» من الجهة الأخرى.
النظر بعين الرحمة
في البداية، قال الخبير والمقيم العقاري عبدالعزيز الدغيشم أن العلاقة بين المالك والمستأجر وإن كان يحكمها قانون الايجارات، فإن الوضع الحالي يحتم على الملاك تنحية هذا القانون جانبا والنظر بعين الرحمة والرأفة للأوضاع الانسانية الصعبة التي تعيشها شريحة كبيرة من المقيمين لظروف خارجة عن إرادتهم.
واضاف أن المستثمر الفطن هو ذلك المستثمر الذي يحافظ على علاقة طويلة المدى مع المستأجرين، خاصة أن الازمة الحالية هي أزمة قهرية تتطلب إجراءات وتسهيلات قصيرة المدى.
واشار الدغيشم إلى أن من مصلحة المالك أن يتنازل ولو عن الجزء اليسير من دخله في المرحلة الحالية حفاظا على سمعته أولا، وعلى المؤجرين ثانيا، فالوضع الحالي يحتاج إلى التكاتف والتراحم والأخوة بعيدا عن القوانين والنظرات المادية.
«ساعد مستأجرينك»
بدوره، أكد نائب رئيس اتحاد وسطاء العقار عماد حيدر، ان الاتحاد أطلق ومن منطلق إنساني بحت حملة بعنوان «ساعد مستأجرينك»، والتي جاءت متزامنة مع قيام البنوك بتأجيل قروض المواطنين والمستثمرين لمدة 6 أشهر، تجاوبا مع تداعيات أزمة كورونا الحالية.
وأشار إلى أن هذه الحملة ـ وإن كانت في بدايتها بعد ـ إلا أنها لاقت صدى كبيرا من قبل ملاك العقار الذين قام عدد منهم بالفعل بإعفاء المستأجرين من إيجار شهري مارس وابريل، فيما قام البعض الآخر بتخفيض نسب متفاوتة من الإيجارات، بينما أبدى جزء آخر من الملاك استعدادا لدراسة الموضوع على وجه السرعة.
وقال حيدر ان الحملة لا تشترط إعفاء المستأجرين من الإيجارات على المدى الطويل أو حتى التخفيض المستمر، وإنما تتطلب النظر بعين الرأفة والرحمة إلى المستأجرين الذين تقطعت بهم السبل، مؤكدا أن التاجر الشاطر هو الذي يحافظ على علاقة مستدامة مع مستأجريه خلال الفترة القادمة.
وتابع يقول: «في هذه الأوقات لا يكفي النظر إلى معدل الربح والخسارة، وإنما يجب النظر إلى البعد الإنساني، وبالتأكيد فإن التخفيض الذي قد يقدمه البعض للمستأجرين لن يضيع عند الله، بل ان الاستثمار مع الله أفضل الاستثمارات».
أما أمين عام اتحاد العقاريين أحمد الدويهيس فقال: ان موضوع الايجارات هو أحد أهم المواضيع الانسانية في الوقت الراهن، والأزمات هي التي تظهر معادن الناس.
وقال ان ردود فعل ملاك العقارات تجاه مستأجريهم تختلف من مالك الى آخر، وذلك على حسب قدرة ونظرة كل مالك، ناهيك عن أن بعض الملاك مرتبطون بالتزامات مع البنوك، وربما كان ذلك سببا في إصرارهم على تحصيل الإيجارات كاملة رغم الظروف الحالية.
وأعرب الدويهيس عن أمله في أن يلتفت ملاك العقار كافة إلى أولئك المتضررين من توقف مصادر دخلهم، وأن يتكاتف الناس فيما بينهم للخروج من الأزمة الحالية بأقل أضرار ممكنة.
بلد الإنسانية
من جهته، قال الخبير العقاري د.خالد الجريوي ان الكويت تعيش حاليا أزمة قاهرة تتحطم أمامها كل المعايير الدنيوية والاقتصادية، مبينا أن الاستثمار الحقيقي ليس الاستثمار الدنيوي، وإنما الاستثمار مع الله.
واضاف أن الكويت هي بلد الانسانية، لذا فإن ملاك العقار مطالبون في الوقت الحالي بتناسي المعايير الدنيوية والتجـــارة مع الله، خاصة أن بلادنا تمر حاليا بابتلاء من الله، ما يتطلب من الجميع الالتفات إلى أولئك الذين يعيشون بيننا وقد انقطعت بهم السبل.
وتابع الجريوي: ان الاقتصاد كله قد توقف، وكل من يعيش على هذه الأرض يمر بظروف طارئة، لذا علينا جميعا أن نعيد حساباتنا في كل شيء، بما في ذلك حسابات الربح والخسارة، وبعد انتهاء الأزمة سيكون لكل حادث حديث.