- زحام غير مسبوق في الفرضة منذ الـ 5.30 فجراً.. والحصول على خيشة واحدة بعد 4 ساعات
- الظفيري لـ «الأنباء»: الاستعانة بـ «الداخلية» لتنظيم الدور.. ولا مخاوف مـن نقص البصل
محمد راتب
باتت أزمة البصل حديث الشارع الكويتي والمشكلة التي لا تزال تنتظر الحل، حيث شهد سوق الدولة المركزي للفاكهة والخضار «الفرضة» في الصليبية ازدحاما غير مسبوق لليوم الرابع على التوالي ما استدعى تدخل بعض الجهات لتنظيم الدور الممتد على مساحات واسعة وشاسعة ومنع التجمعات التي قد تؤدي إلى انتشار فيروس كورونا المستجد.
«الأنباء» كعادتها دائما تواجدت في قلب الحدث، حيث توجهت الساعة 5.30 فجرا إلى «الفرضة» لرصد الأوضاع هناك وحاولنا حجز دور، إلا أن المفاجأة كانت أن الأمر شبه مستحيل فهناك أعداد هائلة من المنتظرين الذين يبدو أنهم حضروا فور موعد انتهاء الحظر ليحصلوا على دور لهم لشراء خيشة البصل، بحيث يتم الخروج بخيشة بصل واحدة بعد 4 ساعات من الانتظار. وقد أكد العديد من المتسوقين أن السبب وراء هذا الزحام غير المسبوق هو غياب البصل عن الأسواق بشكل ظاهر للعيان، أو بالأصح عدم القدرة على الحصول عليه لكون الكميات الممنوحة للجمعيات التعاونية لا تتجاوز 600 كلغ مهما كان عدد مساهميها أو روادها تتساوى في ذلك الجمعية التي لديها أكثر من سوق وفرع والجمعية التي لديها سوق واحد وعدة فروع، وكذلك الجمعية التي لديها آلاف المساهمين وتلك التي تخدم أقل من هذا العدد بكثير.
ما حصل في الفرضة أن هذا الازدحام دفع إدارة السوق إلى اتخاذ إجراءات تضمنت الاستعانة بفرق الطوارئ لتنظيم الدور إضافة إلى إيقاف إدخال السيارات إلى الفرضة وإدخالها أولا بأول من البوابة بسبب منع التزاحم والاختناق في الباركينغ، ورغم كل الإجراءات المتبعة إلا أن الزحام أخذ يزداد.
إدارة سوق الدولة المركزي للفاكهة والخضار «الفرضة» طمأنت عموم المستهلكين بأن البصل وصل إلى الأسقف، وهناك مبالغة وتضخيم في الحديث عن أزمة وعدم توافر المنتج، مشيرة إلى أن هذه الشائعات دفعت المئات للحضور لشراء خيشة من البصل بسعر 5.750 دنانير بوزن 18 كغ، أو بـ 4.750 بوزن 15 كلغ. وفي الوقت ذاته اشتكت بعض الجمعيات التعاونية من عدم القدرة على تلبية احتياجات المستهلكين من البصل بسبب تحديد كمية 600 كغ لكل جمعية، وهذه الكمية لا تكفي إلا 300 متسوق فقط، فكيف إذا كان هناك أكثر من سوق وأفرع متعددة هل يمكن تلبية هذه الاحتياجات، مطالبين بإعادة النظر في هذه الآلية وتحديد طريقة أفضل لضمان إيصال المنتج إلى الجميع دون استثناء وتخفيف الضغط الحاصل على الفرضة. «الأنباء» التقت خلال جولتها في «الفرضة» فجر أمس رئيس فرع طوارئ الجهراء وكبد حامد الظفيري الذي أكد أن هذه الحالة من الزحام طارئة وليست أمرا اعتياديا حيث كانت آلية التوزيع تسير وفق ما هو مخطط لها، إلا أننا فوجئنا بعدد كبير من المستهلكين متواجدين من الخامسة والنصف فجرا لوصول معلومات بأن هناك كميات كبيرة من البصل في الفرضة يجري توزيعها.
وذكر أنه يقوم يوميا بالحضور من 4.5 فجرا لتوزيع البضائع على المحلات والجمعيات التعاونية والبسطات، في حين يبدأ التوزيع للمستهلكين الساعة 8 موعد وصول الباعة، مشيرا إلى أن المنتجات موجودة في البرادات ثم نقوم بتوزيعها.
وأشار الظفيري إلى أن هذه الأعداد الكبيرة استدعت منا التواصل مع وزارة الداخلية وطلب المساندة والدعم حيث حضروا مشكورين على الفور لتنظيم الدور، وما أريد قوله هو إن الكميات متوافرة بالشكل الاعتيادي من البصل ولكن هناك شحاً في العالم كله، ولا يوجد بيت في الكويت إلا وفيه هذا المنتج، وقد جرى توزيع 600 كغ على الجمعيات التعاونية بالإضافة إلى المحلات والبسطات والمستهلكين يحضرون إلى الفرضة للحصول على خيشة البصل التي تكفيه لأسبوع كامل.
فصل مكان توزيع المواطنين والخليجيين عن المقيمين
خلال حديث «الأنباء» مع رئيس فرع طوارئ الجهراء وكبد حامد الظفيري عن الأوضاع في الفرضة قال إنه تم فصل مكان التوزيع للكويتيين والخليجيين عن منطقة المقيمين حتى لا تكبر الأعداد وتزداد في مكان واحد، وحتى لا يكون هناك تجمع كبير بحسب تعليمات وزارة الصحة ضمانا لسلامتهم وحفاظا على صحتهم، مشددا على أننا جميعا في خدمة المستهلكين الذين نطالبهم بكبح النفس وعدم التذمر فنحن موجودون لخدمتهم وتنظيم الدور وإعطاء كل متسوق ما يرغب.
الإبعاد لمن يبيع البصل في السوق السوداء
دعا رئيس فرع طوارئ الجهراء وكبد حامد الظفيري المواطنين والمقيمين إلى عدم الشراء من السوق السوداء حيث قمنا قبل فترة بجولة مع البلدية وضبط أناس يبيعون منتج البصل خارج السوق بأسعار خيالية، مشيرا إلى أن سوق الخضار والفواكه يوفر المنتج بتسعيرة وزارة التجارة وهي مخفضة، مشددا على أن أي شخص يتم ضبطه يبيع البصل بسعر مخالف لتعليمات وآلية الوزارة ستقع عليه عقوبات قد تصل إلى التسفير بتوصيات من الوزير والوكيل.