كيف بدأت قصة الذهب مع الإنسان؟
يمكن القول بوجود صلة وثيقة متشابكة بين تاريخ الإنسان على مر العصور وقصته مع الذهب عبر التاريخ المعروف للبشرية، ويرجع سبب المكانة الفريدة التي يتمتع بها الذهب، الى خاصية كيميائية معينة من خواصه، وهي عدم قابليته للأكسدة، تحت اي ظروف طبيعية، وبالتالي فهو يوجد في الطبيعة فطريا منفردا (غير متحد بغيره من العناصر) على خلاف معظم المعادن الأخرى، ويمكن تنقيته بالحرارة بصهره والاحتفاظ بالمصهور عند درجة الحرارة تتأكسد عندها الشوائب الاخرى فتطفو أكاسيدها على السطح على هيئة خبث يمكن التخلص منه.
ويتميز الذهب كذلك بعدم انطفاء بريقه او اغبرار لونه على مر الايام والسنين وكذلك قابليته للتشكيل بالطرق (الحدادة) او بالسحب التي ترجع الى عدم احتوائه على اية نسبة - لو كانت ضئيلة من الأكاسيد.
وتعني حقيقة امكانية الحصول على الذهب من قديم الأزل دون توافر الأساليب التكنيكية المتقدمة للتقنية، انه اقدم المعادن التي توافرت للإنسان.
ويعود تقدير الإنسان له الى سطحه غير القابل للاغبرار او تغير اللون، وإلى لونه الجذاب وندرة توافره، وكثافته المرتفعة، اذ تزن القدم المكعبة الواحدة من الذهب نصف طن.
من كتاب: عقل دائم الشباب ـ وليام تيبت