في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بمواجهة وباء كورونا، ويتخذ المسؤولون كل الإجراءات الاحترازية منه، خرج وزير الصحة الصهيوني ليتسمان متحديا الحظر المفروض ليؤدي الصلاة عدة مرات مع جمع من أصدقائه رغم تأكد إصابته وزوجته بفيروس كورونا، حيث جاءت فحوصاتهما إيجابية، مما دفع الصهيوني نتنياهو الذي خالطه إلى التزام الحظر الصحي الوقائي.
ليتسمان هذا أرثوذكسي متعصب ذو لحية كثة يرتدي بدلة سوداء ويضع على رأسه قبعة سوداء كحال باقي الصهاينة المتعصبين من طائفة غور حسيديك التي تستهين بالحظر وتمارس نشاطها الديني بشكل جماعي عادي مع باقي الطوائف الأرثوذكسية المتطرفة التي أصبحت بؤرا لتفشي وباء كورونا يصعب السيطرة عليها رغم تشديد القيود التي لم تعد تجدي مع حاخاماتهم المتشددين الذين لا يرون داعيا لإغلاق مؤسساتهم التعليمية وأماكن عبادتهم.
ويدعي ليتسمان أن الفيروس عقاب من الرب بسبب المثلية الجنسية التي انتشرت في العالم. لا تستغرب تصرف وزير الصحة الصهيوني ليتسمان الذي يعيش في عالمه الديني الخاص معتقدا بأنه ذو حصانة إلهية خاصة من هذا الوباء الذي لم تتردد فيروساته من مهاجمته وتفنيد تخرصاته.
الآخر هو حاخام مدينة (بني براك) التي يقطنها متدينون صهاينة وقد وعدهم بأن الفيروس لن يصيب مدينتهم لكنه هاجمهم بلا هوادة بعد أن خيب الحاخام ظنهم فيه، وها هي مدينتهم الآن تخضع للحظر المشدد ويمنع التنقل منها وإليها.
يعترف نتنياهو «للأسف لقد انتشر المرض في أماكن معينة عدة أضعاف أماكن أخرى»، المقصود بذلك مناطق ومدن اليهود الأرثوذكس المتعصبين الذين لا يستغني نتنياهو عن تشكيل ائتلاف حكومي معهم وهم الداعمون الأكثر لسياساته الإجرامية في فلسطين المحتلة.
وخطورتهم تكمن في اعتقادهم بأنهم شعب الرب المختار وأنهم بذلك تحت وصايته وحمايته من كافة المخاطر رغم ما ارتكبوه ويرتكبونه من جرائم ضد الإنسانية التي تفوق المثلية الجنسية التي أشار إليها ليتسمان مثل إقامتهم للنظام الشيوعي الملحد في روسيا ونشرهم للقيم الإباحية في ألمانيا ما قبل النازية وتسلطهم المالي من خلال تعاملهم الربوي الفاحش بمباركة حاخاماتهم والمنهي عنه في التوراة.
ومع ذلك فإن هؤلاء الصهاينة لا يرتدعون من سنن الله في خلقه ويتحدون الإرادة الإلهية لأنهم اعتادوا على ذلك كما أخبر القرآن (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون) المائدة.78-79.
***
في الثامن من أبريل الحالي وجهت لجنة التحقيق الدولية التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية (OPCW) أصبع الاتهام إلى نظام الأقلية الطائفي البعثي وحملته مسؤولية استخدام غاز السارين المحرم دوليا ضد المدنيين السوريين عام 2017 وبذلك تثبت إدانة هذا النظام الدموي في ارتكابه جرائم حرب ضد الإنسانية ولم يعد الآن يتمتع بأي غطاء روسي أو إيراني ينقذه من ثبوت التهمة عليه.
بانتظار إحالته إلى محكمة العدل الدولية لمحاكمته كمجرم حرب.