يوسف لازم
في ظل تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد ومحاربة كل دول العالم ومنها الكويت منع تفشي هذا الوباء الخطير الذي أصاب مئات الآلاف منذ ظهوره من 3 أشهر بالصين، وإصابة الآلاف به، أصبحت بعض الدول الموبوءة ضحية للقرصنة والاستيلاء على السفن أو الشحنات أو التحفظ على طائرات وبالتالي منع سلاسل الامدادات الغذائية من الوصول الى وجهتها المنشودة، واصبح العالم في ظل الازمة يحاول ان ينجو بمفرده على حساب دول أخرى بالرغم من ان الفيروس سريع الانتشار وعلى الجميع أن يساعد غيره.
ولعل أكثر الطرق فاعلية هي تطبيق تتبع الإمدادات الغذائية والطبية عبر منظومة الاقمار الاصطناعية ومراقبتها لرصد تحركات الشاحنات لحظة بلحظة في أي وقت واي بقعة جغرافية، نظرا لوجود العديد من الفوائد التي تحتم وجودها مثل منع السطو عليها، وتحقيق أعلى درجات الأمان والسلامة، كما قامت بعض الشركات بتركيب كاميرات مراقبة داخل مقصورة القيادة وأعلى الشاحنات.
«الأنباء» استطلعت آراء عدد من المتخصصين حول جدوى تفعيل تلك التقنية في الكويت، حيث قالوا ان تكنولوجيا التتبع الالكتروني ذات أهمية قصوى في الوقت الراهن وقامت العديد من الشركات المحلية بتركيب تلك المنظومة المتطورة للشاحنات التي تعبر الحدود البرية لجلب المنتجات الغذائية والطبية والكيميائية، مشيرين في الوقت ذاته الى أن المنظومة غير مفعلة داخل الكويت لاسيما وان مساحة البلاد صغيرة ولا تستدعي التركيب، وقالوا ان الدول ذات المساحة الشاسعة تقوم بتركيب تلك التقنيات لاسيما عن التنقل من مدينة لأخرى.. وفيما يلي التفاصيل.
في البداية، قال رئيس لجنة التجارة والنقل المنبثقة عن مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الكويت خالد الخالد انه تعزيزا لمفاهيم السلامة بين شركات النقل اللوجستي وتطوير ادواتها ومعداتها وآلياتها لنظم مفهوم النقل حسب المعايير المتبعة فإن شركات النقل في الدول ذات المساحات الشاسعة تضع أجهزة تتبع للشاحنات نظرا لبعد المدينة عن الأخرى، لذلك يتم تتبع السائق بجهاز تعقب خوفا من استغلال أي ظرف كان خلال تنقله بين المدن في الدولة، اما بالنسبة للكويت فإن المسافات قصيرة ولا تحتاج إلى أجهزة تتبع عبر الأقمار الاصطناعية، كما أنها غير مطبقة بشكل أساسي داخل البلاد.
وأضاف الخالد ان أجهزة التتبع تركب على سبيل المثال في السعودية للحفاظ على جودة وعمل سوق النقل لكي لا تأخذ أي شاحنات تعمل في جدة على سبيل عمل شاحنات تعمل في مدن أخرى، ليتم وضع استراتيجيات جديدة حول تركيب أجهزة تتبع الآليات أينما ذهبت عبر الأقمار الاصطناعية اعتمادا على أفضل التجهيزات التقنية في العالم كي ينتج عن هذا الامر سوقا مرتبا حسب المعايير المتبعة، مع فرض إجراءات وتدابير لهذا السوق الضخم.
من جهة أخرى، قال مدير عام شركة الرومي للنقليات محمد الرومي انه قام بتركيب جهاز التعقب عن بعد لبعض شاحنات الشركة، مشيرا الى أن التعقب في الكويت محدود ولا يحتاج لجهاز نظرا لضيق المسافات، بينما فائدته الأساسية تأتي من خلال معرفة تحرك الشاحنات او الآليات في الوقت المحدد في الصباح بالإضافة إلى معرفة معدل حجم حرق الديزل بشكل منتظم ويدعم تطوير معايير السلامة وتعزيز كفاءة آليات نقل البضائع بمواصفات عالية ضد السرقات وتحقيق أعلى درجات الأمان والسلامة.
وأكد الرومي أن شركات النقل تعمل في إطار تكاملي على تعزيز مؤشرات السلامة والأمان في المجتمع الكويتي، لتدعم شرائح التتبع نموذجا فنيا في التحول الرقمي والجاهزية التقنية والقدرة على التعامل مع الطوارئ والأزمات في حال عدم معرفة مكان الشاحنة، والتي من شأنها حماية أصول الشركة من السرقات وعدم التلاعب بها ضمن معايير محددة.
ورأى الرومي ان اكبر مستفيد من أجهزة التتبع هم أصحاب شركات سيارات الأجرة او ما شابه بسبب سهولة حركتها وكثرة تنقلها بشكل أكبر داخل البلاد، اما الشاحنات فحركتها محدودة نظرا إلى نقاط التوصيل التي يتوجب على الشاحنات التحرك بها، معتبرا ان تطوير مثل هذه المواصفات واللوائح في الكويت لن يحقق الغاية المرجوة مثلما هي محققة في الدول المجاورة التي لديها مدن تتنقل من خلالها الشاحنات بهدف تطوير القطاع اللوجستي وتقديم حلول وأنظمة متطورة تسهم في تسريع العمل في الأنشطة اللوجستية وخدمة المستثمرين.