دمشق - هدى العبود
النجم العربي زهير رمضان له ذكريات ومواقف عديدة في شهر رمضان، «الأنباء» التقته فكان هذا الحوار الاستثنائي.. فإلى التفاصيل:
هنأ الفنان السوري زهير العالم الإسلامي بحلول شهر رمضان المبارك، وقال عن ذكرياته في هذا الشهر الكريم: لم تكن ذكرياتي في شهر الخير والبركة تقتصر على مدينة اللاذقية أو دمشق، بل بدأت تلك الذكريات عندما كنت صغيرا أعيش مع أسرتي في المنطقة الشرقية من سورية وأتذكر عندما يحل السابع والعشرون من شهر رمضان أي ليلة القدر المباركة، تبدأ الاحتفالات وتتزين القرية بحلة من الأنوار يترافق ذلك مع إشعال فتايل القناديل القديمة، ويرتدي الناس لباسا على الأغلب يكون أبيض، ولا تنتهي الاحتفالات حتى الفجر صباحا، حقيقة هذه الذكرى التي لا أستطيع ان أنساها على الإطلاق، لأنها الذكرى الأولى بحياتي، وكنت في الثامنة من العمر، ويعتبر اليوم الأول الذي أنام فيه خارج البيت محتفلا «حاملا قناديل ملونة، ومنشدا أناشيد دينية جميلة، وارتدي مع الجميع جلابيب بيضاء، وبقدمي شاروخ كما يسمى في تلك المنطقة» وبفمي سن من الذهب وعلى كتفي ناب من أنياب الذئب ويصاغ كذلك من الذهب «وعلقت لي والدتي تعويذة بالرقبة، لطرد «الأرواح الشريرة»».
وعن المواقف التي لا تغيب عن ذاكرته يقول:
عندما انتقل والدي إلى مدينة اللاذقية مسقط رأسي، كان منزلنا بحي اسمه الأزهري، على طريق الشاطئ الأزرق، أتذكر تماما عندما كنا نذهب للسباحة بالبحر، وبعدها ندخل إلى كروم التين نأكل التين ونمر بأرض مليئة بالفول الأخضر، نأكل كل شيء نستطيع الوصول إليه، ولكن صاحب الأرض أمسك بعصا غليظة ونزل بنا بالعصا ضربا، واشتكانا لأهالينا وأخذ ثمن الفول والتين منا، ولكني لم أعترف باني مفطر وقلت لأهلي اني صائم هذه من أجمل المواقف والذكريات التي لا ولن تنسى من مخيلة أي إنسان عاشها. وأضاف: رمضان اليوم بمواقفه وذكرياته، يختلف بشكل كلي عن تلك الأيام التي تعتبر من زمرة دم الإنسان، فالمحال التجارية اليوم تستعد لزيادة أسعارها ولنكن منصفين الناس تتفاعل وتشارك من أجل الحفاظ على التراث والعادات والتقاليد ونقلها للأجيال كتراث شعبي، يعمل على توثيق العلاقات الاجتماعية والأخلاقية بين الأهل والجيران، وبث روح المودة والألفة والمحبة بينهم، فرغم التطور الهائل الذي تشهده الحياة الاجتماعية، إلا أن العادات الرمضانية بدءا من السحور وانتهاء بموائد الإفطار لها عاداتها وتقاليدها، فقد أصبحت الأماكن الدينية كالجوامع الكبيرة على مستوى المحافظات تقدم الإفطار للصائمين العابرين للمدينة والفقراء من أرقى المحلات، كما يتم تفقّد الفقراء ويتم تقديم لهم كل شيء عن طريق كبير الحارة أو شيخ الجامع ومن يمول ذلك هم أهل الخير أي الأغنياء.