بقلم: نيفين أبولافي
من باب الصدفة البحتة تقاطع مسلسلي «أم هارون» الخليجي من حيث الإنتاج والتمثيل ومسلسل «النهاية» المصري في ثيمة ارتكزت عليها احداث العملين، الا انهما على النقيض في نقطة الصفر، حيث تدور احداث «ام هارون» حول اليهود العرب في المنطقة وما آلت اليه حال هذه المجموعات عند اعلان احتلال فلسطين عام 1948 مثيرا موجة من الجدل والشد والجذب حول ماهية هذا الطرح والذي بدأ منذ الحلقة الاولى متوازنا بعيدا عن الشكوك التي دارت حوله فيما يسمى بالتطبيع، بينما تبدأ احداث مسلسل «النهاية» للفنان يوسف الشريف بعد ما يقارب المائة عام من حاضرنا بثيمة اساسية وهي سقوط الاحتلال وتحرير فلسطين من خلال مشهد لأطفال رفضت الدولة قبولهم في مدارسها لأسباب مختلفة فتم جمعهم في مكان ما ليتلقوا تعليمهم فيه، ومنه يتلقون درسا يحكي عن معركة تحرير القدس وعودة اليهود كل الى موطنه الاصلي.
وقد أثار مسلسل «النهاية» احتجاج السلطات الاسرائيلية على المستوى الرسمي بسبب هذا الطرح وهذه الاحداث التي تعتبر جزءا من العمل الذي تدور احداثه في إطار فانتازي من حيث الرؤية الإخراجية والتي تعتمد على الآلة والتكنولوجيا المتطورة بشكل كبير جدا حتى يشعر المشاهد وكأنه يشاهد احد افلام الغزاة من الفضاء، الا ان ثيمة العمل المتكئة على المستقبل بعد مائة عام كانت كافية لتقبل هذه الفانتازيا الاجتماعية السياسية والتي يسعى بطل العمل الى محاولته التقليل من تحكم هذه التكنولوجيا في عقول البشر فيحاربه صناعها ويتعرض للكثير من المشاكل، وقد تضمنت الحلقة الثالثة منه استنساخ رجل آلي يشابهه تماما.
هذه المفارقة الدرامية بين العملين الخليجي والمصري اوجدت حالة من النشاط على منصات التواصل الاجتماعي وأصبح كل منهما «ترند» وسط جمهوره، وساهمت ردود الفعل من الجانب المستهدف في العملين برفع نسب المشاهدة، بينما لعب الحراك الشعبي دورا كبيرا على ذات المنصات في خلق حالة ترقب للأحداث في ظل رفض التطبيع والتصدي لما يسمى بـ «صفقة القرن» لتأتي هذه الاعمال مترجمة لبعض ما يدور في عقل الكثيرين من المهتمين والمتابعين على اختلاف توجهاتهم، في حين تأطرت ثيمة هذه المسلسلات في رفض التطبيع ورفض الاحتلال.
وتجدر الإشارة الى تناول عدد من وكالات الأنباء والمحطات الفضائية بعض التقارير حول ردة فعل السلطات الاسرائيلية حول مسلسل «النهاية».