منذ بداية الأزمة، تصدى برغبته السامية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه.. وبتوجيهات سموه أن الدولة سخرت منذ ظهور ڤيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وقبل انتشاره كل جهودها وعززت إجراءاتها الصحية والوقائية واتخذت مختلف التدابير اللازمة لمواجهة هذا الوباء وان هذه الإجراءات حظيت بإشادة دولية واسعة بحنكة وحكمة سموه حفظه الله.
ونظرا لتوجيهات سموه، قامت الادارة العامة للاطفاء بكل ما توافر لها من إمكانات وبأجهزتها باتخاذ كل الاجراءات الوقائية للحفاظ على سلامة منتسبيها من الإطفائيين وذلك بفحصهم والعمل على تحصينهم من هذا الوباء.
وبناء على التوجيهات العليا للمسؤولين في الادارة العامة للاطفاء قاموا بمجهود جبار في تذليل كل العقبات التي واجهت وزارة الصحة، ومن ضمن جهود الإدارة لدعم وإسناد كل جهات الدولة، تشارك الإدارة العامة للإطفاء في تأمين المحجر الصحي الذي أنشأته وزارة الأشغال العامة بمنطقة العارضية بالقرب من ستاد جابر من خلال وضع مركز إطفاء مؤقت من قطاع المكافحة وعناصر من قطاع الوقاية.
ولم تقف جهود المسؤولين في الادارة ورجال الاطفاء عند هذا الحد فقد قاموا بخطوة عظيمة وذلك بخدمة توصيل الأدوية للمرضى في منازلهم وهذه الخطوة الانسانية يقوم بها ابطال الاطفاء التي تأتي لتخفيف العبء عن الطواقم الطبية من الأطباء والصيادلة التابعين لوزارة الصحة وللمساهمة بسياسة التباعد الاجتماعي التي تحث عليها السلطات الصحية للوقاية من ڤيروس كورونا والحد من انتشاره.
فبجهود رجال الاطفاء وعملهم الجبار كسروا حاجز 20 ألف وصفة طبية قاموا بتوصيلها إلى منازل المواطنين في غضون 23 يوم عمل بجميع مناطق الكويت.
وفي خلال الايام الماضية اجتمع مجلس ادارة نقابة الاطفاء وكان صفا واحدا منذ بداية هذه الأزمة التي تدعو الى رص ووحدة الصف مع الادارة العامة للاطفاء حيث عقدوا عدة اجتماعات ومباحثات وتبادلوا وجهات النظر من اجل المصلحة العامة وما تمر به البلاد من ازمة بسبب جائحة كورونا.
ولهذا فإن مجلس إدارة نقابة الاطفاء لفت انتباههم بعض اصوات النشاز والمثبطين للعمل الانساني الوطني، الأمر الغريب أننا نجد أناسا دوما عندما ترى اي عمل خيري ووطني تسعى إلى محاربته والعمل على التقليل منه والسعي في إفشاله بدوافع شخصانية ونوايا غير سليمة ولغاية في نفوسهم المريضة من اجل ضرب القائمين على هذا العمل الوطني، وكل هذه الافعال ما هي إلا للنيل من زملائهم، الذين يعرضون انفسهم للخطر وكل ذلك من اجلهم ومن اجل الحفاظ على سلامة عوائل هؤلاء المثبطين، والأدهى والأمر انهم مستفيدون من هذا العمل الانساني فقد قام زملاؤهم من الاطفائيين بتوصيل أدويتهم الى منازلهم ومنازل ذويهم وبرسم الخدمة..!
ومع الاسف هل هذا السلوك يقبله عقل او منطق، وما هي الا لقلة الحيلة والحالة النفسية التي تلازمهم باستمرار.
ولقد كان بإمكان هؤلاء المثبطين أن يضعوا أنفسهم جزءا من هذه الأعمال الوطنية بدلا من أن يقوموا بالتشنيع والانتقاد المستمر غير المبرر في حق زملائهم الذين يعملون بجد وإخلاص ويسعون سعيا حثيثا لعمل الخير رغبة في ثواب الله جل وعلا وأملا منهم في تحقيق التكافل والتباعد الاجتماعي وحرصا على سلامة الجميع، وهذا العمل الخيري الذي يدعونا إليه ديننا الحنيف ما هو إلا فزعة بدافع الوطنية من اجل وطننا الغالي وبرغبة سامية من أجل الخلاص من هذا الكابوس الوباء القاتل.
وقد صدق القائل: إذا أراد الله بعبد خيرا فتح له باب العمل وأغلق عليه باب الجدل، وإذا أراد الله بعبد شرا أغلق عليه باب العمل وفتح له باب الجدل.
وأخيرا يكفينا فخرا ان إخواننا من رجال الاطفاء من عرضوا انفسهم للخطر غير مكترثين بصحتهم وبحياتهم من اجل سلامتنا جميعا، فهم يلبون نداء الوطن فكما اخمدوا الحرائق والنيران فهم اليوم في حرب ضروس مع هذا الوباء الخطير من اجل اخماده والخلاص منه بإذن الله.
وفي الختام، نقول شكرا من القلب لرجال الاطفاء الابطال من هم في الصفوف الأمامية وخاصة في هذه الأزمة من رجال الاطفاء وموظفي قطاعي المكافحة والوقاية ومن الاداريين بإدارة الاطفاء وبكل أقسامهم على عملهم الوطني المتميز، فهم كرسوا جل وقتهم وجهدهم مواصلين عملهم الدؤوب ليلا ونهارا وبإشادة وشهادة جميع المواطنين والمقيمين، فكل هذا من اجل الوطن ومن اجل سلامته وسلامة الجميع.