هادي العنزي
ليس بالموهبة والمهارة وحدهما يمجد الأبطال على مر العصور في قلوب محبيهم، فهناك أساطير خالدة كانوا على قدر التحديات الكبيرة والحضور الدائم في أحلك الظروف، وأخذ زمام المبادرة والقيادة في لحظات صعبة استثنائية.
جاسم يعقوب.. «المرعب» كان حاضرا على الدوام، لم يخذل محبي الأزرق والمؤمنين بقدراته الكبيرة يوما. في 10 أكتوبر 1981 أضاع ركلة جزاء في مواجهة الذهاب مع المنتخب النيوزيلندي ضمن التصفيات النهائية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 1982، وكان الأزرق حينها متأخرا بهدف، وعادل فيصل الدخيل النتيجة، لكن «بوحمود» لم يرض الخروج بلا تسجيل حضوره، ليسجل أحد أجمل الأهداف برأسه من الوضع الطائر في أقصى الزاوية اليمنى للحارس النيوزيلندي والمواجهة كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة.
«الجوهرة» كما يفضل العديد من محبيه مناداته، حضر أولمبياد موسكو 1980، ودار بينه وبين أفضل حارس مرمى في العالم العملاق رينات داساييف حديث كروي لا ينسى في 27 يوليو 1980، فالأزرق كان متأخرا بهدفين أمام الاتحاد السوفييتي مستضيف الأولمبياد، لكن «الجوهرة» كان على الموعد في الدقيقة 59 من ركلة ثابتة بعيدة، «هو لا يستقبلها بل يتنفسها على صدره كما يقول مدرب البرازيل كارلوس البرتو»، فيرسلها بيسراه قبل أن تلمس الأرض في سقف المرمى السوفييتي، في لوحة تعد من أجمل المشاهد الرياضية في الأولمبياد.
وفي نهائي كأس الأمير 18 يناير 1974 أحكم أفضل حارس في القارة الآسيوية أحمد الطرابلسي إغلاق مرمى ناديه الكويت أمام القادسية، ولكن «بوحمود» كان على الموعد مع عشاق الأصفر، ليهديهم الكأس الغالية بإبداع فني آخر، مسجلا هدف المباراة الوحيدة بمقصية هوائية «دبل كيك» سكنت أعلى الزاوية اليمنى للطرابلسي.