إشراقات كويتية في زمن «كورونا».. تضافرت الجهود وشدت السواعد، وارتفعت الأشرعة على الصواري، وهتف اهل الكويت شبابها وشيبانها، صغارها وكبارها «لبيك يا وطني».. فقد قاد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد سفينة الكويت، وقبض على دفتها، وقادها بحكمة وعقلانية ورُشد الى بر الأمان برفقة عضده سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد، حتى ترسو آمنة مطمئنة مستقرة على سواحل بلادنا، أشرف على متابعة توجيهات وتعليمات القيادة السياسية حتى تستقر على «الجودي» سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، الذي نقل ونفذ كل هذه الاوامر بمعاونة زملائه الوزراء لأجل هذا الوطن وراحة شعبه ومن يقيم على ارضه، ومع كل هذه الجهود والعطاء النادر في عملية الفزعة والشهامة الوطنية الكويتية بمساعدة الجميع دون استثناء او تمييز.
قال الله عز وجل في محكم كتابه (يأيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ـ الحجرات: 13)، فكان هذا ديدن أهل الكويت من قيادتها الى اصغر فرد في شعب الكويت يمدون يد العون الى الجميع من دون اي تفرقة بين الناس.
ولذلك انشأت الكويت اللجان والجمعيات الخيرية لأجل السير في مساعدة الناس، سواء كانوا داخل الوطن او خارجه، لا يتوانون في المساعدة، وهذا ما جعل الكويت تحوز اعجاب العالم، وهذا ما سار عليه في الماضي اهل هذا الوطن منذ الازمنة القديمة حتى هذا اليوم.
ونقول لمن يتحدث او يريد الفتنة «قف»، وقال الله تعالى في محكم كتابه (يأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ـ البقرة: 264)، ونشير الى أن هذه الايام زاد اللغو في وسائل التواصل الاجتماعي تويتر ـ فيسبوك ـ انستغرام ـ واتساب وغيرها من هذه القنوات، حيث تتقاذف الناس بكلمات يجب حجبها ضد الكويت او ضد الحكومة، وأبعد من ذلك وهذا لا يجوز، يجب على الكويتيين اخذ العبرة بالصبر والحكمة في كلامهم او حديثهم.
أعجبتني بعض الأبيات الشعرية:
طبعي اجنب عن غثا الناس واصد
لا شفت مالا يستحق اهتمامي
في ذمتي ما هو بمعجزني الرد
بس اعتبر صمتي جزء من كلامي
اما الأبيات الشعرية للشاعر محمد عبدالله القاضي فتقول:
الصبر محمود العواقب فعاله
والعقل اشرف ما تحلا به الحال
والصمت به سر سعد من يناله
والهذر به شر وشوم وغربال
ونقول ان الكويت ولله الحمد قدمت ما لم تدقمه اي دولة في العالم في هذه الأزمة، ليس للمقيمين داخل البلاد، بل ايضا لأبناء الوطن العربي، وان من يتجاسر على التطاول على الاجراءات التي اتخذت لأجل حماية الكويت وشعبها، نقول له «اصمت واحفظ لسانك» فإن الوطن يحتاج الى الوقوف بجانبه ولا نريد احدا ان يتعدى عليه، هذه رسالة الى الجميع بلا استثناء.
آخر العمود: الكويت بذلت كل طاقاتها لأجل الوافدين الذين هم بأرض هذا الوطن من المخالفين لقانون الإقامة من جميع الجاليات ومنحتهم فرصا كبيرة جدا حتى تسكينهم وإنهاء جميع إجراءاتهم لأجل سفرهم الى أوطانهم، ولكن مع ذلك لم نجد بادرة واحدة من هذه الدول بأنها مستعدة لاستقبال رعاياها! ومع ذلك الكويت لم ولن تتخلى عن هذه الفئة من الوافدين، بل وقفت معهم وقدمت لهم كل الخدمات الضرورية التي يحتاج اليها الإنسان.. شكرا يا كويتنا، صنائع المعروف لا تنتهي من أرض السلام.
[email protected]