في العام 1999 شهدت منطقة خيطان أحداث شغب مؤسفة عقب مشاجرة نشبت بين مصري وبنغالي، وتم إحراق سيارات وتدمير ممتلكات الدولة، وهو ما دعا قوات الأمن إلى التدخل وجرى توقيف المئات من المشاغبين، وعقب ذلك تعالت الأصوات بأهمية معالجة الخلل في التركيبة السكانية وعدم جواز تمركز مجموعات كبيرة من أي جالية، وطرحت هذه القضايا على أعلى مستوى، فكان من المفترض أن نتعلم الدرس، ولكن لطيب ونبل أخلاق الكويتيين من جهة ومع وجود أشخاص باعوا ضمائرهم لأجل المال، وأقصد تجار الإقامات، لم يحدث أي جديد في شأن ملف العمالة الوافدة، بل على العكس زاد اختلال التركيبة السكانية وأصبح الكويتيون أقلية في بلدهم، وأضحت خيراتها تتدفق الى خارج البلاد بتحويلات مليارية، واقتصرت تداعيات احداث شغب خيطان على إخلاء المنطقة وانتقال الوافدين، وغالبيتهم من العمـالة الهـامشـية، إلى مناطق سكن أخرى في الجليب وخيطان والفروانية... إلخ.
كنا نعتقد أننا سنتعلم من أحداث شغـب خيـطان ونأخذ منها الدروس والعبر وستكون لنا وقفة، ولكن تلاشت الأماني وظلت المشكلة قائمة على حالها لمدة 20 عاما، حتى أتت أزمة «كورونا» ومنحت فرصة للمخالفين لأن يعودوا الى بلدانهم.
وكان ذلك بادرة غير مسبوقة عالميا، إذ أصدر وزير الداخلية أنس الصالح مهلة لتعديل وضع المخالفين، ولم تكتف الكويت بالتنازل عن حقوقها من الغرامات المترتبة على مخالفة القانون وإمكانية العودة! بل ظهر الكرم الكويتي غير المبرر باستضافة هؤلاء وإطعامهم وتسفيرهم على نفقة الكويت، فماذا كان المقابل؟، للأسف بالتطاول على اليد التي قدمت الخير، فأحدثوا الشغب في محل استضافتهم وقاموا بإتلاف مراكز الإيواء وكان الحسم الأمني الرادع بالسيطرة على هذا الشغب بكل قوة وحزم، فلا مجال للتهاون مع أي من يعبث بأمن الوطن، وهذا أقل مقابل يقدمه رجال مخلصون أؤتمنوا على حفظ أمن الكويت، حيث توجه فور أحداث الشغب الوزير أنس الصالح ووكيل الوزارة الفريق عصام وتم وضع حد لهذه التصرفات الهمجية في غضون دقائق وتعريف هؤلاء بأنهم يلعبون بالنار، فانتهى الشغب وليس بالإمكان أن نقبله أو نقبل باستمراره، ولكن آن الأوان لأن نتخذ من احداث شغب مراكز الإيواء عبرة وعظة وأن يكون تعديل التركيبة السكانية أهم ملف بل أول ملف يتم التعامل معه.
آخر الكلام
بعون الله، لم ولن تكون الكويت طوفة هبيطة في ظل وجود رجال أشداء عاهدوا الله على حفظ أمن وأمان الكويت، كل الشكر لرجال الأمن، يتقدمهم الوزير أنس الصالح، ووكيل الوزارة عصام النهام ورجال الأمن الخاص يتقدمهم اللواء شكري النجار ورجال النجدة والمرور يتقدمهم اللواء جمال الصايغ والأمن العام يتقدمهم اللواء فراج الزعبي على تعاملهم الحازم مع أحداث الشغب وجاهزيتهم لحفظ أمن الكويت ورجال المباحث والذين حددوا المحرضين، يتقدمهم اللواء محمد الشرهان.. حفظ الله الكويت وأميرنا وشعبها من كل مكروه وأزال الغمة بعونك ومقدرتك.