پولندا من الدول الأوروبية التي تعرضت إلى غزو ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وقد أقام فيها النازيون معتقلات لليهود.
وكما عانى اليهود المعتقلون من النازيين فقد عانى الپولنديون كذلك من الاحتلال النازي لدولتهم.
ومنذ هزيمة الألمان ظلت پولندا تعاني من تداعيات الحرب ولم تعد تتحمل حسب تصريح رئيس وزرائها موراويكي ما يتداول في الإعلام من جمل مثل (معسكرات الموت الپولندية) كما لو أنها تشير إلى تورط پولندا مباشرة في هذه المعتقلات كمعتقل (أوشفيتز) الذي بناه النازيون في العام 1939 الأمر الذي دفع الحكومة الپولندية إلى إصدار قانون يعاقب بالغرامة أو السجن لمدة لا تزيد على ثلاث سنوات، من يحمل پولندا المسؤولية أو التورط في الجرائم التي ارتكبها النازيون في معسكرات الاعتقال ضد اليهود؟ وبسرعة التقط الصهاينة هذا القانون وعلق الصهيوني نتنياهو بطريقة توبيخية على دفاع رئيس الوزراء الپولندي موراويكي عن القانون بأن هذا القانون عبارة عن محاولة لإعادة كتابة التاريخ وإنكار الهولوكوست وأن هذا التشويه لا يمكن تصحيحه بتشويه آخر! هذا على المستوى الرسمي للكيان الصهيوني الذي يريد الظهور بمظهر الوصي على يهود العالم والمدافع عن قضاياهم ولو على حساب سيادة الدولة الپولندية ورغم ما عانته من ويلات الاحتلال النازي لأراضيها وسقوط قرابة ثلاثة ملايين قتلى من مواطنيها، لكن ذلك ليس له أي قيمة مع عقلية الصهاينة الذين لا يحترمون حقوق الآخرين ويريدون فرض إرادتهم على شعوب العالم.
أما على المستوى الشعبي للكيان الصهيوني فقد تعرضت السفارة الپولندية في فلسطين المحتلة إلى شغب صهيوني تمثل في رسم شارة النازية (الصليب المعقوف) على بوابة السفارة وكتابة شتائم وألفاظ نابية على جدرانها مما يؤكد أن الصهاينة يصرون على اتهام پولندا في الجرائم التي ارتكبت ضد اليهود في معسكرات الاعتقال ويساوونها بالنازية، وهذا ليس بغريب عليهم فقد اعتادوا تشويه الحقائق والتغطية على جرائمهم بإثارة مواضيع الهولوكوست من أجل كسب التعاطف معهم.
قارن الموقف الپولندي الرسمي الرافض لاستخدام جملة (معسكرات الموت الپولندية) إعلاميا وتحديه للصهاينة بفرض عقوبة جزائية على من يتداولها مع سكوت عالمنا العربي والإسلامي عن تداول الإعلام العالمي لجمل مثل «الإرهاب الإسلامي» و«الدولة الإسلامية» واللتين تسببتا ولا تزالان في الكثير من المضايقات والاعتداءات الدموية على العرب والمسلمين في بقاع العالم ويستخدمهما إعلام العدو الصهيوني في تشويه سمعة الإسلام والمسلمين.
***
تجــار الإقامـات هم مافيا الاتجار بالبشر ومن الصعب تفكيك شبكتهم لكونهم أصحاب نفوذ إلا إذا صدق العزم على مواجهتهم باعتبارهم خطرا على أمن وسلامة الشعب الكويتي.
قدم كورونا خدمة جليلة لنا عندما كشف خطورتهم وتداعيات تجارتهم على أمننا الصحي فهل نأخذ العبرة من ذلك ونبادر بفتح ملفهم الأسود ووضع حد لجرائمهم في حق الإنسان وبلدنا الكويت.