مع استمرار جائحة «كوفيد-19» عالميا وعزل أكثر من ثلث سكان العالم، لا يمكن تجاهل التأثير الاجتماعي والاقتصادي الكبير الذي سببه الفيروس على طريقة حياتنا وأسلوب ممارسة أعمالنا. ولعل إحدى أهم مفرزات هذه الأزمة العالمية تحول سلوك الأشخاص نحو الاستخدام المكثف للتقنيات الرقمية والخدمات الإلكترونية، حيث أصبح اعتمادنا على هذه التقنيات الأمر السائد والأكثر تداولا، بما في ذلك منصات بث الفيديو والتجارة الإلكترونية والتواصل عبر الفيديو.
اليوم، تدرك الحكومات والشركات على حد سواء أن عملية التحول الرقمي ليست عاملا إضافيا لتحسين خدماتها فحسب، بل هي أحد العناصر الأساسية لضمان بقاء واستمرارية الأعمال وتطويرها بحسب متطلبات السوق الحالية والمستقبلية. وفي هذا السياق، تلعب تقنيات الجيل الخامس والسحابة والذكاء الاصطناعي دورا حاسما في تمكين مسيرة الرقمنة في الدول، وتساعدها لتصبح رقمية بالكامل. والكويت تعتبر مثالا حيا عن الدول التي كانت سباقة في مجال تبني سياسات ونهج الرقمنة وتطوير البنى التحتية والاستفادة من إطلاق التقنيات الحديثة كما هو الحال بالنسبة لشبكات الجيل الخامس.
أسوة بباقي دول العالم ذات البنية التحتية المتطورة، تزداد أهمية فوائد البنية التحتية لشبكات الاتصالات وأهمها الجيل الخامس الذي تم إطلاقها في الكويت ويعول عليها الكثير، لاسيما مع الطلب المتزايد على خدمات الاتصالات في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد. ولا تقتصر فوائد الجيل الخامس على توفير الاتصالات ذات السرعة العالية وزمن التأخير الأقل فحسب، وإنما تسهم كذلك بحصول تحول كبير على أعمال العديد من الصناعات والقطاعات الحيوية، وأهمها تلك التي تتعلق بأنظمة الرعاية الصحية وتعاملها مع الحالات الطارئة حول العالم على صعيد توفير وسائل المراقبة والطب الرقمي والتشخيص عن بعد أثناء نقل المرضى وتعزيز منصات مراقبة تفشي الأمراض كما هو الحال في أزمة وباء كوفيد-19.
ومن الواضح أن نشر البنية التحتية لتقنية الجيل الخامس بشكل مستمر من شأنه أن يحقق فائدة كبيرة للمجتمعات التي تتوفر فيها اتصالات متطورة، والتي يعتبر المجتمع الكويتي واحدا منها. ومن هنا تبرز أهمية الشبكات في الوقت الحالي كمحور مهم يجب الاهتمام بكافة جوانبه لكي تكون النتائج مرضية من حيث تأديتها الغرض المراد منها على مستوى كفاءة العمل والدقة والسرعة دون أي احتمال لحدوث خلل.