أول يوم في الحظر الشامل ظلت عشرات الأطنان من الخضراوات والفواكه الكويتية المنشأ في مزارعها وفي شبرة كبد الرئيسية والسبب كما فهمت من الكثير من الإخوة المزارعين أن الذين يحركون ويبيعون ويزايدون على تلك الخضراوات هم من غير الكويتيين، بل والأسوأ من ذلك هم ليسوا ذوي اختصاص، يعني ليست مهنتهم المكتوبة على البطاقة المدنية بل هم نظام (من كل قطر أغنية) فيهم مدرس الرياضيات وفيهم البنشرجي وفيهم سائق التاكسي وهلم جرة.
لهذا السبب عندما أتى الحظر لم يتجرأ هؤلاء على طلب تصريح من الحظر لكي يبيعوا وينقلوا ويزايدوا، على أي أساس أعطيك تصريحا لتبيع أو تزايد أو تنقل خضراوات وأنت مكتوب في بطاقتك المدنية حلاق؟!.
هذا الأمر يجب أن يفتح عيوننا على أمننا الغذائي والبدء بتكويت كل أطراف التعامل فيه بدءا من الدلال الذي يحرج عليه إلى صاحب الشاحنة الذي ينقله.
درس آخر تعلمناه من الحظر الشامل هو تأخرنا سنوات ضوئية في التعامل المصرفي الإلكتروني وهنا أقصد عامة الشعب وليس المؤسسات المصرفية، فغالبية الشعب لا توجد عنده ثقافة الدفع «أون لاين» فقد تعود في أغلب معاملاته بالذهاب للجهة نفسها سواء البنك أو مؤسسات الحوالات المصرفية وهذا الأمر يقع على عاتق اتحاد المصارف الكويتية الذي هو المعني الأول بنشر ثقافة التعامل المالي الإلكتروني بين المواطنين فلم نلاحظ أي جهود سابقة في هذا المجال والنتائج كانت أنه أثناء الحظر الشامل (ابتلشت) الكثير من الأسر الكويتية بـ (حنة) العمالة المنزلية فيها من عدم قدرتها على تحويل رواتبها لأهاليها في بلادهم.
كانت هناك بعض المحاولات المتواضعة من بعض المؤسسات المصرفية لكنها لم تف بالغرض. المفروض بعد الحظر الشامل أن تخصص البنوك والمؤسسات المصرفية جزءا كبيرا من حملاتهم الإعلانية لتثقيف الناس بطرق التعامل المالي الإلكتروني.
الدروس كثيرة لكن مع الأسف لا يتسع المجال لذكرها لكن أود أن أختمها بموضوع التعليم عن بعد فقد كان الحظر الشامل فرصة ذهبية لن تتكرر لإعطاء طلبة المدارس والجامعات نبذة عنه باستغلال بقائهم في البيوت وبدء برنامج مكثف حتى لو قصير للبدء بتوعية طلبة المدارس لهذا النوع من التعليم وجذب اهتمامهم له بطرق ذكية وجذابة حتى إذا احتجت أن أفرضه عليهم لاحقا يكون شبه مألوف لديهم.. لكن هذا قدرنا خاصة في مجال التعليم العام فنحن ملوك الفرص الضائعة.
ghunaimalzu3by@