جان جاك روسو
من كبار المحرضين على الثورة الفرنسية، فيلسوف وكاتب، ولد في جنيف بسويسرا في يونيو من عام 1712 وتوفي بالقرب من باريس في يوليو عام 1778، توفيت امه اثناء ولادته وعانى قسوة الاب الشديدة رغم ثرائه، عمل حدادا وطارقا للنحاس، هرب وعمره 16 سنة من ابيه واثناء تشرده عثر عليه رهبان كاثوليك وتولت مدام «دي فارين» تربيته وتعليمه وخدم في عدة بيوت واتهم بالسرقة وعاد للتشرد ولمدام «دي فارين» التي كانت قد انتقلت به من سافوري الى تشامبري عام 1730 وتمتع لمدة ثماني سنوات عندها بدراسة الموسيقى وتأمل الطبيعة وقراءة كتب الفلاسفة الانجليز والألمان والفرنسيين ودرس الكيمياء واللغة اللاتينية والرياضيات، وتعرف على المسرح والأوبرا ثم عمل في فينيسيا «البندقية» سكرتيرا للسفير الفرنسي وبدأ كتابة «اعترافاته» الشهيرة في جنيف، وتم ترحيله الى باريس حيث فشل عرض الأوبرا التي كتبها وتعرف على الاخوة «جريم» الألمان وعلى «ديدرو» الفرنسي، واعتبر شخصا متمردا ومستهترا، فبدأ يجذب الانتباه حتى نشر عام 1750 في باريس مقالته «خطاب حول العلوم والفنون» التي طرحت موضوع تناقض سلطة الدولة مع الطبيعة، وشهد نجاحه الحقيقي بعد عرض اوبرا عام 1752 ثم جاءت مقالته الثانية التي ذاع معها صيته وبدأت شهرته حين كتب عن «الطبقية» في المجتمع، وعرضت عليه «مدام ايبيناي» تمضية بقية حياته في «شاليه» وسط الطبيعة في عزبتها الخاصة، لكن مشاكل عاطفية مع احدى النبيلات اضطرته للرحيل الى لوكسمبورج وبدأ اصدار اعماله المهمة ومنها «رسائل إلى دي آلامبرت» 1758 و«العقد الاجتماعي» 1762 الذي صدر في امستردام بهولندا وهو الذي عرف به حتى اليوم، واعتبر «نص بيان الثورة الفرنسية».
أحرق كتابه عن «التعليم» من قبل البرلمان الفرنسي وصدر أمر باعتقاله فهرب ونادى بتحرير العقائد من قبضة الكنيسة وسلطة الدولة فتعرض لاعتداء من مجهولين، وأصدرت سويسرا قرارا بطرده وقبلت انجلترا بلجوئه عام 1766 بتوصية من ديفيد هيوم، لكن وساوس تدبير المؤامرات ضده بدأت تؤرقه فعاد الى باريس لينهي كتابه «الاعترافات» عام 1770 وينشر عدة قصص قصيرة تعتبر من افضل ما كتب، وظلت اوهام وجود اعداء يدبرون لمقتله تطارده حتى مات فجأة عام 1778.
من كتاب: شخصيات صنعت التاريخ ـ أسيمة جانو