من واجب كل شركة أن تعمل على ضمان حقوق الموظفين الذين يعملون لديها، وعند الاهتمام بالموظف سينعكس ذلك إيجابيا على أداء العمل وجودة الخدمات أو المنتجات، وبالتالي يعود على ربحية أفضل على الملاك.
ويهتم الكثير من الملاك بتخفيض التكاليف قدر الإمكان لان هدف أي مالك هو تعظيم الأرباح، ولكن تخفيض التكاليف لا يعني التركيز عليها فقط وتجاهل العوامل التي قد تتأثر مثل البيئة والإنسان وغيرها من أمور. ورغم أن الهدف تخفيض التكاليف إلا أنها تكون على المدى القصير لان فاتورة الإنسانية والتأثير على البيئة سيعود بضرر أكبر وبالتالي تظهر تكاليف على المجتمع بأكمله يدفع ثمنها الجميع لسنوات.
خلال جائحة كورونا كانت هناك عوامل أدت إلى تفشي المرض بشكل كبير وخارج السيطرة وهو سكن العمالة التي يتكدس في الغرفة الواحدة أكثر من 8 أشخاص، وهو أمر ليس مقبولا إنسانيا بالدرجة الأولى واجتماعيا وصحيا أيضا. وتعد مشكلة تكدس البشر في السكن احد العوامل المؤثرة سلبا في انتشار الفيروس، ففي تقرير لمقارنة بين منطقتي مانهاتن وبرونكس وجدوا ان بسبب زيادة عدد الأفراد في المسكن الواحد ساهم ذلك في زيادة أعداد المصابين في برونكس رغم ان مانهاتن لديها أكثر سكانا. وبالرغم من وجود أعراض للمصابين بفيروس كورونا إلا أن هناك من لا تظهر عليهم أعراض أبدا «Asymptomatic» ويعتقدون انهم أصحاء فيختلطون وينشرون الفيروس مما يسبب مشكلة تزايد الإصابات.
يعلم الجميع أن تكدس العمال مشكلة تعاقبت على مر السنين وتم تجاهلها لأن أضرارها لم تمسنا، ولكن مع تفشي الفيروس كورونا واستشعار الجميع بالخطر أصبحت هناك مطالبات بحل هذه المشكلة، وباعتقادي سينسى الكثير هذا الموضوع بعد انتهاء الجائحة.
لم تتحمل الشركات أي عواقب لما حدث من هذا الأمر بل تحمل الفاتورة المجتمع والمال العام كالعادة، لذلك لا يجب أن تتجاهل الحكومة سكن العمال بعد الانتهاء من أزمة كورونا، بل يجب أن ترغم الشركات على توفير سكن ملائم لهم وذلك لكي تستمر الكويت كبلد الإنسانية ولكي نعامل البشر معاملة تليق بهم ونحمي المجتمع ككل من انعكاسات تكدس العمال.
الجدير بالذكر أن الجائحة لم تنته بعد ولن نعود مثل السابق إلا بتوافر اللقاح، فهذا يعني أن الوقاية مطلوبة وهناك عمالة تختلط مع البشر بكثرة بسبب طبيعة وظيفتها وخاصة وظيفة التمريض التي تؤثر بشكل كبير على المرضى والذي هم بأمس حاجة للوقاية من الأمراض.
SaqerG@