لا أعلم بأي حجة جديدة سيتذرع من يرسم وينفذ السياسة التعليمية في الكويت بعد أن شاهدنا إنجاز الجامعات الخاصة في «التعليم عن بُعد» خلال الفصل الثاني الماضي، وتوقف التعليم في المؤسسات الأكاديمية الحكومية؟
لقد سقطت كل الذرائع والحجج الإدارية والفنية والأكاديمية واللائحية التي ساقها القائمون على التعليم في الجامعة أو التطبيقي سقوطا مدويا بعد أن تبين أنها كانت مجرد أعذار غير حقيقية.
وأكثر من ذلك.. لا يقتصر الأمر على الجامعات الخاصة فقط في نجاح إنهاء الفصل الدراسي الثاني «عن بُعد»، بل مدارس التعليم الخاص أيضا في مراحل الثانوية والمتوسطة والابتدائية التي واكبت الحياة الجديدة، ولايزال القائمون على جامعة الكويت والتطبيقي على طمام المرحوم!
ألا يدرك الرافضون للتعليم عن بعد نتائج رفضهم؟!
ألا يعلمون أن هناك من سيتخرج في الجامعات الخاصة، وسيكون جاهزا للتقديم على الوظائف، بينما سيتأخر تخرج طلبة جامعة الكويت والتطبيقي لأنهم حرموا من فرصة التعليم عن بعد التي أتيحت لمن يدرس في الجامعات الخاصة.
وطبعا، سيكون لخريجي الجامعات الخاصة في حال توظيفهم الأقدمية في العمل وما سيترتب عليه من تطور وظيفي وترقيات ومناصب وغيرها!
باختصار.. لم تراعوا العدالة وتكافؤ الفرص والمساواة، وكأنكم أسود على طلبة جامعة الكويت والتطبيقي ونعامة على الجامعات الخاصة!
هل شاهدتم «#خلونا_نكمل_أونلاين»، و«#نبيها_أونلاين»، في وسائل التواصل الاجتماعي؟! ومناشدات اتحادات الطلبة والروابط، وهل سمعتم عن عريضة عدد من أعضاء هيئة التدريس التي تطالب بالتعليم عن بعد؟! أم إنكم صم بكم عمي، فما لكم كيف تحكمون؟!
الآن، وبعد نجاح الجامعات الخاصة في تطبيق هذا النظام خلال الفصل الثاني، أقل ما يمكن أن يقوم به القائمون على جامعة الكويت الذين وقفوا ضد التعليم عن بعد هو طلب إعفائهم من مسؤولياتهم، إذا كان لديهم إحساس بالمسؤولية، ولا أظن!
ليتسلم المهام من يؤمن باستمرارية التعليم ومن هو قادر على مواكبة متغيرات الحياة.
أما الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب فلا عليكم حرج، لأن الطعن في الميت حرام.
وختاما، فالتعليم عن بعد أفضل من اللاتعليم.. ويا ليتكم تدركون؟!
[email protected]