بدعوة من المملكة العربية السعودية، انعقد امس، مؤتمر المانحين الافتراضي لليمن، الذي نظمته المملكة في العاصمة الرياض بالشراكة مع الأمم المتحدة بهدف جمع مساعدات إنسانية بقيمة 2.4 مليار دولار لليمن لتوفير نفقات أكبر عملية إغاثة في العالم.
وشارك في المؤتمر ما يزيد على 126 جهة منها 66 دولة و15 منظمة أممية و3 منظمات حكومية دولية وأكثر من 39 منظمة غير حكومية، بالإضافة إلى البنك الإسلامي للتنمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وقال صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية السعودي في كلمته أمام المؤتمر «نجتمع اليوم والشعب اليمني يتطلع إلى ما سيسفر عنه هذا المؤتمر من تعهدات يطمح لأن يتم تقديمها عاجلا لتعينهم على مواجهة التحديات الإنسانية والسياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والتنموية بسبب الممارسات غير الإنسانية من المليشيات الحوثية التي تقوم بالاستحواذ والنهب وفرض الرسوم على المساعدات الإنسانية وإعاقة وصولها إلى كافة الأراضي اليمنية، وذلك استمرارا لتعنتها بعدم قبول الحل السياسي القائم على المرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، مخرجات الحوار الوطني اليمني، قرار مجلس الأمن 2216) والقرارات الدولية ذات الصلة وتنفيذ اتفاق ستوكهولم 2018، وأخيرا عدم قبول وقف إطلاق النار والتهدئة الذي أعلنه التحالف لدعم الشرعية في اليمن، ودعوة المبعوث الأممي الخاص لليمن للانخراط في مفاوضات مباشرة بين الأطراف اليمنية».
وناشد وزير الخارجية السعودي المجتمع الدولي ممارسة كل الضغوط على الميليشيات الحوثية للسماح لموظفي مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع UNOPS بالوصول لموقع خزان النفط العائم (صافر) الذي يوجد به أكثر من مليون برميل، والمهدد بالانفجار منذ سيطرتهم على ميناء الحديدة في 2015 لتفادي حدوث أكبر كارثة بيئية في البحر الأحمر حال تسرب النفط وتأثير ذلك على الملاحة البحرية والاقتصاد العالمي، وكذلك تدمير الألغام البحرية المزروعة التي تمنع وصول السفن التي تحمل المساعدات، وعدم فرض الرسوم عليها، والتوقف عن استهداف مطاحن البحر الأحمر في الحديدة.
وجدد التأكيد على أن المملكة العربية السعودية حريصة على دعم كل الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة للوصول إلى الحل السياسي المستدام للأزمة اليمنية، ورفع المعاناة عن الشعب اليمني لدعم الجوانب الإنسانية والاقتصادية والتنموية بما ينعكس على أمنه واستقراره، لافتا الانتباه في هذا الصدد إلى أن المملكة قدمت لليمن منذ بداية الأزمة في سبتمبر 2014 مساعدات بمبلغ إجمالي وصل إلى أكثر من 16 مليارا و940 مليون دولار أميركي».
من جانبه، أكد المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية د.عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة أمام المؤتمر على التزام المملكة بتقديم مبلغ 500 مليون دولار أميركي لليمن» لدعم خطة الاستجابة الإنسانية لليمن 2020م، وخطة مواجهة (كوفيد -19) في اليمن، وكان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس قد افتتح المؤتمر بكلمة له أكد فيها أن هناك 24 مليون يمني بحاجة لمساعدات، مضيفا ان عدد النازحين داخل اليمن بلغ 4 ملايين شخص.
كما أضاف ان اليمنيين غدوا بحاجة ماسة للسلام، داعيا الجميع للمساعدة في تمويل مواجهة الأزمة الإنسانية هناك.
في السياق أيضا، أشار غوتيريس إلى أن أكثر من 30% من البرامج الأممية الإغاثية باليمن ستغلق العام المقبل، مشيرا إلى أن نصف اليمنيين لا يستطيعون الحصول على مياه نظيفة، مشيرا إلى النقص الحاد بأجهزة التنفس وسيارات الإسعاف في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد.
بدوره، أكد رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك، أمام مؤتمر المانحين، أن معركة اليمنيين اليوم هي معركة على البقاء، مشيرا إلى أن ثلثي الشعب بحاجة للمساعدة، مضيفا أن الميليشيات ترفض كافة المبادرات لمواجهة كورونا.