قبل أيام عديدة، احتفلت الأمم المتحدة، ممثلة بمنظمة الأغذية، باليوم العالمي لسلامة الغذاء تحت شعار «سلامة الغذاء تهم الجميع» والذي يصادف السابع من يونيو من كل عام لتسليط الضوء على أهمية الغذاء السليم لصحة الإنسان.
ولا شك أن التركيز على سلامة الأغذية يعتبر أمرا مهما لتفادي الكثير من الأمراض الناتجة، ولهذا وضعت الكثير من الدول معايير يجب الالتزام بها عند إنتاج الغذاء، وأنشئت المختبرات العلمية لقياس درجة التلوث في الأغذية، ولكن للأسف في الوقت نفسه هناك العديد من الدول تتجاهل الأمور الصحية عند زراعة المنتجات الزراعية وريّها بمياه المجاري وما يُسبب ذلك من تلوثها وانتشار الأمراض، وكذلك الاستخدام غير المقنن للمبيدات الحشرية والآفات الزراعية ومدة الأمان فيها واستخدام الهرمونات في الزراعة والأسمدة الكيماوية بصورة مُبالغ فيها مما ترك آثارا سلبية على صحة المستهلكين.
ولما كان العالم الآن قرية صغيرة تقاربت فيه المسافات وأصبح النقل سهلا ويسيرا، فإن الأمر يتطلب أيضا قدرا كبيرا من المسؤولية يقع على عاتق الجهات الحكومية في وضع معايير صحية لجودة وسلامة الغذاء كما هو معمول به في الكثير من الدول المتقدمة، وأيضا التشدد في فحص المنتجات الزراعية سواء المنتجة محليا أو المستوردة وحتى المعلبة منها في مدى خلوها من المبيدات الحشرية الكيماوية أو المواد الحافظة التي لها أثر كبير على صحة الإنسان.
وبهذه المناسبة، ومع التقدير لما تقوم به الجهات الحكومية هنا ممثلة بهيئة الغذاء وهيئة الزراعة، فإن الأمر يتطلب أيضا مراقبة المنتجات الزراعية المحلية وتكثيف الرقابة والتوعية بمضار المبيدات والالتزام بفترة الأمان وعدم استخدام مياه المجاري في ري المزروعات.
كما أن الأمر يتطلب عدم إدخال أي منتجات زراعية إلى السوق المحلي إلا بعد فحصها في المنافذ من قبل الجهات المعنية، ونأمل بزيادة مختبرات فحص الأغذية في المنافذ المختلفة للتأكد من سلامتها وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي وخلوها من المبيدات الحشرية والفضلات الآدمية، مهما كلف الأمر من مبالغ لتجهيزها لأن في ذلك حماية للصحة العامة وتوفيرا على الدولة- في حالة انتشار الأمراض- في علاج المرضى نتيجة لعدم سلامة الغذاء.
[email protected]