ووري جثمان جورج فلويد، الأميركي الأفريقي البالغ 46 عاما أمس الأول في مدينة هيوستن، حيث نشأ بعدما حولته وفاته على يد ضابط شرطة أبيض إلى رمز عالمي للنضال ضد العنصرية وعنف الشرطة.
وكان فلويد الذي يبلغ طوله 1.93 متر معروفا لأصدقائه وعائلته بأنه «عملاق لطيف»، وهو مغني راب ورياضي عانى من مشاكل مع قوات إنفاذ القانون والإدمان ولكنه أراد الأفضل لأطفاله. انتقلت والدته، التي كان يصرخ من أجلها عندما كان يموت في 25 مايو في منيابوليس، إلى هيوستن بعد فترة وجيزة من ولادته في عام 1973 في ولاية نورث كارولينا.
نشأ في الحي الثالث، وهو حي فقير وغالبية سكانه من الأميركيين الأفارقة في وسط هيوستن.
وأفاد ابن عمه شاريده تيت خلال تجمع تكريمي الأسبوع الماضي في منيابوليس «لم يكن لدينا الكثير، لكن كان لدينا دائما بعضنا البعض».
وقال معلمه في الصف الثاني واين سيكستون لوكالة فرانس برس ان جورج حين كان يبلغ 7 أعوام كان يحلم بأن يصبح قاضيا في المحكمة العليا ذات يوم.
وفي مدرسة جيك ييتس الثانوية، لعب دور الأخ الأكبر لكثير من الأولاد المحليين.
وقال شقيقه الأصغر فيلونيس في التجمع التكريمي «كان يعلمنا كيف نكون رجالا لأنه كان في العالم قبلنا بالفعل».
تميز فلويد في مجال كرة القدم وتفوق في كرة السلة حين كان في الكلية.
وأوضح شقيقه فيلونيس «كان شرسا في الملعب»، وتابع: «ولكن في الحياة كان (عملاقا لطيفا) مع جميع الناس».
«بارع في استخدام الكلمات»
ترك فلويد الكلية وعاد إلى هيوستن لمساعدة عائلته في تدبر أمورها. في التسعينيات، انضم الى دائرة الهيب هوب في هيوستن واشتهر باسم «بيغ فلويد»، حيث حقق بعض النجاح.
لكنه لم يتمكن من تفادي الطابع العنيف لهذا المجال في هيوستن، فاعتقل عدة مرات بتهمة السرقة وتجارة المخدرات.
وقالت وسائل إعلام محلية إنه سجن اربع سنوات في مطلع القرن الحادي والعشرين بتهمة السطو المسلح.
وبعد خروجه من السجن، التفت إلى الشأن الديني وتعاون مع كاهن رعية في الحي الثالث، واستخدم سمعته وحبه لنجم كرة السلة ليبرون جيمس لجذب الشبان إلى الكنيسة، حيث علمهم ايضا ممارسة كرة السلة. قال فيلونيس: «كان قويا، كان بارعا في استخدام الكلمات».
انتقل فلويد إلى منيابوليس في عام 2014 من أجل «تغيير الأجواء» والبحث عن عمل أكثر استقرارا للمساعدة في دعم أم ابنته الجديدة جيانا.
كان يعمل كسائق شاحنة لجيش الإنقاذ (منظمة خيرية ترعى الفقراء) ثم كحارس في حانة، وهي الوظيفة التي فقدها عندما أغلقت مطاعم المدينة بسبب وباء كوفيد-19.
كتب فلويد على موقع إنستغرام في العام 2017 وسط اضطرابات عرقية «لدي عيوب ومثالب، وأنا لست أفضل من أي شخص آخر». وتابع: «لكن عمليات إطلاق النار جارية.. لا يهمني ما هو دينك أو من أين أنت. أنا أحبك، والله يحبك يا رجل. ضعوا البنادق جانبا».
تحقيق العدالة
لكن في 25 مايو، توفي فلويد مختنقا بعد أن جثا شرطي أبيض على رقبته لمدة 8 دقائق، وانتشر مشهد وفاته الذي تم تصويره من قبل المارة على الفور حول العالم.
وكان فلويد اشترى للتو سجائر باستخدام ورقة 20 دولارا مزيفة، وتناول الفنتانيل، وهي مادة مخدرة قوية.
كانت كلماته الأخيرة «لا أستطيع أن أتنفس»، وانتشرت صورته في جميع أرجاء العالم، وأشعلت وفاته مطالب الأميركيين الأفارقة بوضع حد للعنصرية وعنف الشرطة بحقهم.
وقالت روكسي واشنطن، والدة ابنته جيانا، التي تبلغ من العمر الآن 6 أعوام: «أريد العدالة له لأنه كان شخصا جيدا. بغض النظر عما يعتقده أي شخص، كان جيدا».