حفظ الأمانة
رجل وضع مالا عند رجل آخر فقام الثاني بالتجارة فيه دون علم صاحب المال، هل يعتبر هذا الفعل خيانة للامانة؟
٭ يجب على كل من استأمنه الناس على اموالهم او ممتلكاتهم في حفظها ورعايتها فلا يجوز له ان يتصرف بها بأي حال من الاحوال لأنها امانة ووديعة عنده، فلا يبيع ويشتري بها او يكفل احدا بها، لأنها ليست ملكا له حتى يتصرف بها، فالامانة هي وديعة حتى يرجعها الى مالكها او صاحبها، وهي اشبه بالبنوك اليوم توضع فيها الاموال للحفظ والوديعة بعيدا عن التلف والضياع.
يقول العلامة الفقيه الشيخ محمد صالح العثيمين، رحمه الله، من تصرف في الامانة دون علم مالكها فهو خائن للامانة، قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا اماناتكم وانتم تعلمون).
وقال تعالى (ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها).
الشائعات
في ظل هذه الظروف الاستثنائية تنتشر الشائعات ويقوم البعض بترويجها.
٭ الشائعات محرمة في كل وقت لأنها عبارة عن نشر الاخبار الكاذبة التي تصيب الناس بالذعر والخوف والهلع، وهي سريعة الانتشار كالنار في الهشيم.
قال الله تعالى (يا ايها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
ولا يجوز نشر الشائعات لأنها تضر بالفرد والمجتمع وتضعف الهمم وتخل بالامن، فالشائعات هي اكبر عوامل الهزيمة والهدم وقتل الهمة والنشاط والحيوية، فالواجب الحذر والبعد عن الشائعات والخوض فيها .
قال عليه الصلاة والسلام «كفى بالمرء كذبا ان يُحدث بكل ما سمع»، وقال الله تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا).
لعبة الببجي
ما حكم ما يُسمى بلعبة «الببجي»؟
٭ الاصل في الالعاب انها مباحة وجائزة لأنها للتسلية والمرح والسرور والترفيه والترويح عن النفس وقضاء بعض الوقت لراحة النفس بشرط ألا تكون هذه الالعاب فيها شيء من المنكرات والمحرمات والفساد الديني والاخلاقي والسلوكي من خلال ادخال الشبهات والشهوات المحرمة لدى كل من يلعبها، وألا تؤدي الى تبادل الاحاديث المحرمة بين الجنسين وغير ذلك مما حرمه الشرع كوجود الشركيات والطلاسم والخزعبلات والبدع والضلالات، مما يؤدي الى هدم العقيدة والقيم والفضيلة والاعراف والعادات والتقاليد التي تخالف الشريعة الاسلامية السمحة وتدمر الحالة النفسية او الفسيولوجية لدى من يلعبها، فتكون هذه الالعاب سببا في خسارة الابناء.
فكل لعبة لا تؤثر على الدين والاخلاق فلا بأس بها، قال عليه الصلاة والسلام: «كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته، والرجل راع في اهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها».
الشهادة الزور
ما حكم من شهد زورا من اجل حمية او مصلحة ما لصديق او جار او قريب؟
٭ شهادة الزور من اعظم كبائر الذنوب وهي من المحرمات والمنكرات لأنها تقلب الحق باطلا والباطل حقا، والمظلوم ظالما والظالم مظلوما، والكاذب صادقا والصادق كاذبا.
فالواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من شهادة الزور وألا يشهد إلا بالحق واليقين والصدق وبالادلة والشواهد والبراهين، وليس بالظن والتخمين والشك، ولقد حذرنا ربنا جل وعلا بقوله تعالى (فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور)، وقد يترتب على شهادة الزور الباطل مفاسد عظيمة وخطيرة منها الفصل من الوظيفة او السجن او الغرامة الجائرة او التفكك الاسري بالطلاق او الخلاف او العقوق والخصام، وكل هذا واكثر بسبب شهادة الزور، لقد جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال «ألا وقول الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت»، اي الصحابة خوفا من هذا الوعيد.
التشهير بالعصاة
هل يجوز غيبة من يفعل الذنوب والمعاصي والتشهير به؟
٭ الاصل في الغيبة انها محرمة وهي من كبائر الذنوب التي تستوجب على فاعلها التوبة والاستغفار منها وعدم استحلالها واكل لحوم الناس بالباطل ظلما وتعديا، وفعل المعاصي على نوعين هما:
٭ الاول: من يفعل الذنوب والمعاصي سرا بينه وبين نفسه ولا يعلم بها احد من الناس ولا يخبر عنها.
وهذا الصنف لا يغتاب ولا يشهر به ولا يفضح لأنه لم يظهرها علنا ولم يظهر فسقه ومعاصيه للناس، فالأصل ستره كما قال عليه الصلاة والسلام «من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة».
٭ الثاني: هو من اعلن وجاهر بمعاصيه للناس مثل شرب الخمر او لعب القمار او الزنا وغيرها من المحرمات، وهو يتكلم بها ويدعو اليها بكل جرأة ودون خوف من الله سبحانه وتعالى ولا حياء من الناس، قال عليه الصلاة والسلام «إن مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستح فاصنع ما شئت».
فهذا يُحذر منه ومن افعاله ومعاصيه وهذا التحذير والتنبيه لا يعتبر من الغيبة لأنه من المصلحة حتى يتوب ويعود الى الله عز وجل او يتجنبه الناس ويحذروه.
وهذا ما قال به العلامة الامام الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، وكذلك هو قول الفقيه العلامة الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله.