انتقدت كوريا الشمالية الرئيس الأميركي في تنديد لاذع بالولايات المتحدة تزامنا مع الذكرى الثانية للقمة التاريخية التي عقدت في سنغافورة بين دونالد ترامب والزعيم كيم جونغ اون، مؤكدة أنها لن تقدم بعد الآن أي «حزمة جديدة لواشنطن يمكن استغلالها دون مقابل».
وهذا الموقف هو الأحدث في سلسلة بيانات منددة من بيونغ يانغ استهدفت واشنطن وسيئول، ويأتي غداة تهديد كوريا الشمالية ضمنيا بالإخلال بالانتخابات الرئاسية الأميركية إذا لم تتوقف واشنطن عن التدخل في الشؤون الكورية.
وتضمنت التصريحات الصادرة بعض أقسى الانتقادات من بيونغ يانغ لواشنطن في الأشهر الماضية، بما يثير شكوكا في مستقبل المحادثات حول الملف النووي المجمدة منذ فترة.
فقد اتهم وزير الخارجية الكوري الشمالي ري سون غوون امس واشنطن بـ «النفاق» والسعي الى تغيير النظام قائلا إن آمال العام 2018 «تلاشت» ليحل محلها «كابوس مظلم».
وقال ري سون غوون في بيان نشرته وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إنه «لا نفاق أكثر من إطلاق وعد فارغ»، مضيفا أن «الأمل في تحسين العلاقات (بين البلدين) التي كانت مرتفعة جدا ومحط أنظار العالم بأسره قبل عامين، تحول الآن إلى إحباط يتسم بتدهور متسارع».
ولم ينتقد الوزير الكوري الشمالي ترامب بالاسم، لكنه أشار إلى تعليقات «أدلى بها سيد البيت الابيض»، قائلا «لن نقدم بعد الآن أبدا له أي حزمة جديدة يمكن استخدامها دون تلقي أي مقابل».
واتهم الولايات المتحدة باستخدام ادعائها بالرغبة في تحسين العلاقات، من أجل إخفاء رغبتها في «تغيير النظام»، كما اتهم ترامب بعدم تقديم أي عرض جوهري على بيونغ يانغ.
ولفت إلى انه على الرغم من أن شعبي البلدين يرغبان في السلام، إلا أن واشنطن «عازمة على تأزيم الوضع».
وتابع «نتيجة لذلك، أضحت شبه الجزيرة الكورية حاليا أخطر نقطة ساخنة في العالم» ويطاردها «باستمرار شبح الحرب النووية».
وأشار ري سون غوون الى أن رغبة الكوريين الشماليين في إنهاء فترة العلاقات «العدائية» بين بيونغ يانغ وواشنطن وفي «فتح حقبة جديدة من التعاون والسلام والازدهار» أصبحت «أعمق من أي وقت مضى»، غير أنه اعتبر أنه «حتى الشعاع الضعيف من التفاؤل بالسلام والازدهار في شبه الجزيرة الكورية» قد تلاشى، تاركا مكانه «كابوسا مظلما».
وكان ترامب ركز كثيرا على علاقته الشخصية الجيدة مع كيم التي ظهرت خلال تبادلهما الرسائل. لكن ري قال إنه لم يعد هناك أمل في تحسين العلاقات «عبر مجرد الحفاظ على علاقات جيدة بين زعيمنا الأعلى والرئيس الأميركي».
وذكر الإعلام الرسمي في كوريا الشمالية أن بيونغ يانغ لا ترى نفعا يذكر من الإبقاء على علاقة شخصية بين زعيمها كيم جونغ أون وترامب إذا تمسكت واشنطن بسياساتها العدائية.
وكان ترامب وكيم عقدا قمة تاريخية في سنغافورة كانت أول لقاء بين زعيم كوري شمالي ورئيس أميركي يتولى مهامه، وبعد ذلك أعلن الرئيس الأميركي على تويتر أنه «لم يعد هناك تهديد نووي من كوريا الشمالية».
في غضون ذلك، اعتبر إقليم كيونغ كي، الذي يحيط بالعاصمة الكورية الجنوبية سيئول، المناطق الحدودية مع كوريا الشمالية «مناطق خطرة» لمنع إرسال منشورات عبر الحدود مناهضة للنظام في الشمال.
وذكرت حكومة الإقليم أن هذه الخطوة تهدف لمنع المنشقين الكوريين الشماليين والناشطين الكوريين الجنوبيين من إرسال منشورات ومواد مناهضة لبيونغ يانغ إلى الشمال من المناطق الحدودية، مضيفة أنه يمكن اعتبار الاشتباكات المحتملة الناشئة عن توزيع المنشورات كارثة اجتماعية بموجب قانون إدارة الكوارث والسلامة.