شيعت الكويت قبل أيام رجلين من رجالاتها الخلص، كان التاريخ قد سطر مسيرتهما الحافلة بالعطاء الوطني ومازلنا وبقينا سنذكرهما، كان أحدهما قامة على صعيد الديبلوماسية الكويتية، والآخر قامة إعلامية كبيرة في الوسط الصحافي والإعلامي.
وبدوري فإني أنعى المغفور لهما العم عبد الرحمن سالم العتيقي سفير الديبلوماسية الكويتية، والعم فيصل القناعي عميد الصحافة الرياضية.
أما الراحل عبدالرحمن العتيقي.. فمنذ استهلاله عمله الحكومي عام 1943 في دائرة تموين الأغذية كان مخلصا، ثم عمل في العديد من الجهات الحكومية، إذ عين مشرفا على مناطق التنقيب في شركة النفط منذ عام 1945 حتى 1949، حيث لبى آنذاك نداء الوطن بخدمة الشرطة عام 1949 وعمل سكرتيرا لأمير البلاد الأسبق المرحوم الشيخ صباح السالم، وفي 1959 عين مديرا لدائرة الصحة، ولجدارة المغفور له عين أول سفير كويتي لدى الولايات المتحدة ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، ولخبرته السياسية الخارجية تم تعيينه في منصب وكيل وزارة الخارجية في عام 1963، وفي الفترة من عام 1967 حتى 1971، تم تعيينه وزيرا للمالية والنفط، كما شغل منصب وزير المالية من عام 1975 حتى عام 1978، شارك الراحل في تأسيس عدة جمعيات نفع عام، منها الهلال الأحمر الكويتي، واصبح لاحقا مستشارا لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.
وكان له من الإنجازات ما يعد بصمة كويتية خليجية.. فهو أحد مؤسسي منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط (اوابك) عام 1981.
وقد خطف الموت أيضا قامة إعلامية.. لا تكفيني كلماتي لأنعى بها الراحل الاخ الكبير فيصل مبارك القناعي، فقد بقي كما عهدته منذ أول لقاءاتي به قبل قرابة الثلاثين عاما، قبسا من نور به اهتديت في ولادة طموحي الصحافي والإعلامي، ولقد رأيت محبة الراحل في قلوب الكويتيين وحتى إعلاميي العالم العربي، وذلك لدوره في العطاء الصحافي العظيم، ودوره كأحد أعمدة الصحافة الكويتية والعربية الرياضية، كما كان شاهدا على عصر الانجازات الرياضية التي حققتها الفرق الرياضية الكويتية في المحافل الدولية.
في عام 1969 بدأ فقيدنا الراحل فيصل مبارك القناعي مشواره الصحافي، حيث عمل في العديد من الصحف الكويتية اليومية، وكان الراحل أحد مؤسسي جريدة «الجماهير» اليومية التي صدرت في ثمانينيات القرن الماضي، وقد عين في مناصب عدة، منها نائب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، كما عين النائب الأول لرئيس الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية، وعضوا في لجنة الاتصالات باتحاد اللجان الاولمبية الدولية، وعضوا في المكتب التنفيذي للاتحاد العربي للصحافة، وأمين السر العام لجمعية الصحافيين الكويتية، إلى أن أصبح رئيسا في اللجنة الإعلامية للجنة الاولمبية الكويتية كما تمت تسميته رئيسا فخريا للاتحاد الآسيوي للصحافة ومستشارا لاتحاد الصحافيين العرب.
وإذ أسطر في مقالي هذا غيض من فيض إنجازات الفقيدين، ليس للأخبار والشو الإعلامي، ولكن للتذكير بما قدمه الراحلان على المستويين الداخلي والخارجي، الكويتي والدولي، فالعتيقي والقناعي نجمان لا يأفلان، ولتكون تلك القامات في قاموس النهضة الكويتية نجوما مضيئة باقية تهتدي بها الأجيال الكويتية القادمة.. وشاهدة على عصر الكويت الذهبي.. في زمان يحتاج فيه الجيل الجديد الى النهل من سير تلك القامات.. رحم الله الفقيدين وألهمنا وذويهما الصبر والسلوان.
[email protected]