لا أحد ينكر أن المسؤولية التي تقع على كل المؤسسات الصحية كبيرة، فهي تمر بتحد خطير بين التمكن من إنقاذ الأرواح والسيطرة على الوباء، وهذه مسؤولية كبيرة يخاطر بها القائمون على وزارة الصحة وكل العاملين بها بأرواحهم في سبيل خدمة المواطنين والمقيمين.
وعليه، فإن المسؤولية مشتركة اليوم بيننا جميعا يدا بيد مع وزارة الصحة لنتمكن من تخطي هذه الأزمة، فالوضع خطير وليس من السهولة الاستهتار به وخصوصا أن هناك أناسا كثيرة حياتهم مهددة بالخطر سواء من المصابين بالوباء أو من غير المصابين والذين يعانون من أمراض مزمنة مثل كبار السن وسواهم، وبالتالي، لابد أن نذكر وزارة الصحة بهم وبضرورة عدم تأثير هذه الأزمة على هؤلاء المرضى خصوصا أن جميعهم ليسوا قادرين على زيارة المستشفى لما فيها من خطورة على حياتهم، وهم أناس كبار في السن يريدون أدويتهم وليس لهم أقرباء، وعليه نقوم بدورنا بتذكير وزارة الصحة بهؤلاء المرضى وبضرورة إيصال أدويتهم إليهم ومتابعتهم.
أعرف أن المسؤولية كبيرة أمام وزارة الصحة وقد تنسى هذه الطائفة من المرضى، ونحن بدورنا نقوم بتذكيرهم، فهناك مرضى يراجعون مستشفيات الحكومية، وهناك مرضى يراجعون معهد دسمان للسكري، وفي بداية الأزمة تم الاتصال بهم وإيصال علاجهم، ولكن اليوم وبعد مضي ثلاثة أشهر فإن هذه الأدوية شارفت على الانتهاء، ومنهم أناس كبار في السن ليست لديهم أرقام هواتف هذه المستشفيات للتذكير بهم.
وعليه، نتمنى من العاملين في المستشفيات ومن الأطباء المشرفين على مرضاهم حصر أسمائهم وتوفير الأدوية اللازمة لهم وإيصالها، وإذا ما كان ممكنا متابعة حالتهم ولو بالهاتف للاطمئنان على حالتهم الصحية، لأن هناك من يعاني من أمراض مزمنة خطيرة كالقلب والسكري والكلى وغيرها من الأمراض التي لابد من متابعة حالتهم الصحية وعدم إهمالها.
حقيقة، إن الأزمة التي نمر بها اليوم مع محدودية الطاقم الطبي لدينا تجعلنا نطالب بفتح المجال للدارسين في الكليات الطبية والمعاهد الطبية بشكل أكبر ليكون لدينا طاقم طبي، فلا نريد أن نعتمد على الطواقم الطبية التي تأتينا من الخارج فحسب لأن في مثل هذه الأزمة كل دولة بحاجة إلى طاقمها الطبي بالكامل، وعليه لابد أن يكون لدينا طاقم طبي وتمريضي خاص بنا لنتمكن من مواجهة مثل هذه الظروف الصحية الطارئة.
فهناك مستشفيات افتتحت بالكويت لم نتمكن من تشغيلها حتى الآن بالرغم من وجود كل الإمكانيات الطبية إلا انه لا يوجد طاقم طبي مؤهل لتشغيلها وهذا بالتأكيد يجعلنا نراجع سياسة القبول سواء في كلية الطب بجامعة الكويت أو حتى معهد التمريض لزيادة عدد الدارسين لدينا وقبول عدد اكبر سواء من الإناث أو الذكور حتى نكون مهيئين.
قد يكون مثل هذا التفكير غير مجد حاليا إلا انه قد يكون نافعا في وقت ما، فلا نتعلم إلا من دروس الحياة أي نعم أن هناك ظروفا لا تخطر على البال إلا أن ما يوجب علينا هو القيام بتوفير كل السبل والإمكانيات وتذليلها ليمكننا تخطي أي أزمة طارئة مستقبلية.
ولا يسعنا دائما إلا أن نتقدم بالشكر لوزير الصحة ولجميع العاملين في وزارة الصحة وكل المؤسسات الصحية على الدور البطولي الذي يقومون به فلن ينساه لهم التاريخ، ودائما نؤكد أن الحكومة بكل قطاعتها لن تتمكن من العمل منفردة بل لابد أن تكون مدعومة من كل أطياف المجتمع حتى يمكنها ذلك الأمر من القيام بالدور المنوط بها وعلينا تشجيعهم وعدم النظر للأخطاء وعدم تناسي كل الإيجابيات التي يقومون بها.