قبل ساعات لا تتجاوز الـ 48 من دخول قانون «قيصر» الاميركي الذي يتربص بمؤسسات الحكومة السورية وجميع مسؤوليها وكل من يتعامل معهم من الخارج، تجددت الاحتجاجات التي تركزت في محافظة السويداء، وسط ازمة اقتصادية خانقة وارتفاع هستيري للأسعار فاق قدرة معظم السوريين على اللحاق به.
ودخلت المظاهرات التي تشهدها مدينة السويداء أسبوعها الثاني، وهي تردد شعارات تطالب برحيل الأسد وطرد روسيا وإيران من سورية وإطلاق سراح المعتقلين، إضافة إلى مطالب اقتصادية وتحسين الوضعي المعيشي. لكن جديد تطورات الامس، كان خروج مسيرة مقابلة لموالين للرئيس بشار الاسد تحولت الى اشتباكات وضرب وانتهت باعتقالات بحسب، صفحة تقارير اعلامية.
وشدد ناشطون على أن مدينة السويداء شهدت أمس استنفارا كثيفا لعناصر الأمن، وانتشارا في الشوارع والساحة، خصوصا الرئيسية كساحة «المحافظة» و«السير». ونشرت صفحة «السويداء 24» تسجيلا مصورا «يوثق لحظة تهجم مؤيدين للسلطة يتبعون لحزب البعث، على المتظاهرين المطالبين بالتغيير السياسي، في ساحة السير وسط مدينة».
وافادت عن وقوع اشتباكات، وقالت استخدم المهاجمون «العصي والأسلحة البيضاء، لقمع المتظاهرين». وأعلنت في وقت لاحق أن أجهزة الأمن وعناصر حفظ النظام، قامت باعتقالات في صفوف المتظاهرين السلميين، المطالبين بالتغيير السياسي. وأوردت اسماء 3 منهم على الاقل.
أما المرصد السوري لحقوق الإنسان فتحدث عن اعتقال قوات النظام والأجهزة الأمنية التابعة لها، أكثر من 10 متظاهرين جراء خروجهم بمظاهرة مناوئة، وسط توتر واستنفار في المحافظة ذات الغالبية الدرزية.
وأكد كذلك، مهاجمة المظاهرة التي شارك فيها العشرات، أيضا من قبل موالين شاركوا في مسيرة مؤيدة بالقرب من المظاهرة المناهضة.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن الناشط السوري جبر حناوي ان العشرات من أبناء مدينة السويداء خرجوا في مظاهرة جابت عددا من شوارع المدينة، ولدى وصولها إلى ساحة السير اعترضها بعض الموالين للحكومة السورية، واتهموا المتظاهرين، الذين يهتفون ضد بشار الأسد مطالبين برحيله، بأنهم مرتبطون مع جهات خارجية.
وأضاف حناوي أن الأمر تطور، ما أدى لوقوع عراك بين الطرفين، الأمر الذي دفع قوات مكافحة الارهاب التابعة للحكومة للتدخل واعتقال ثلاثة اشخاص من المتظاهرين. وقال ان الوضع في مدينة السويداء متوتر جدا على خلفية اعتقال الشباب، متوقعا خروج مظاهرات أخرى للمطالبة بإطلاقهم.
وأكد مصدر في محافظة السويداء أن الجهات الحكومية اتخذت قرارا بعدم التدخل، ولكن بعد الملاسنة والعراك الذي حصل لن يسمح لأي شخص كان بالعبث بأمن المحافظة.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لـ «د.ب.أ»: سبق ان تم تنبيه المتظاهرين بعدم التعرض لأحد ولكن بعد عراك الامس ربما تكون هناك إجراءات أخرى.
وتزامن ذلك مع عودة انهيار سعر صرف الليرة السورية بعد تحسن نسبي في الايام السابقة. ومنذ بدء تداولات الامس شهد سعر صرف الدولار مقابل الليرة صعودا استمر طوال النهار، حيث تجاوز سعر الدولار الـ 3450 ليرة للمبيع، مرتفعا من 2175 ليرة أمس الأول. وفقدت الليرة أكثر من 8% من قيمتها أمس مقارنة باليوم السابق، بحسب موقع «الليرة اليوم». ويتوقع مراقبون انهيارات أكبر بسعر الصرف مع دخول «قيصر» حيز التطبيق، حيث يعتبر احد اهم اسباب انهيار الليرة الى جانب العقوبات السابقة والأزمة التي تعصف بين الملياردير رامي مخلوف ابن خال الرئيس وبين الحكومة التي اعلنت الحجر على امواله واموال اسرته وعينت حارسا قضائيا على شركة سيريتل للهواتف المحمولة التي يملكها.