صعدت كوريا الشمالية من لجهتها الحادة تجاه جارتها الجنوبية وهددتها بإطلاق حملة منشورات عبر الحدود امس في ظل ارتفاع منسوب التوتر على شبه الجزيرة الكورية.
وأفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية بأن الكوريين الشماليين «الغاضبين.. يمضون قدما بالتحضيرات لإطلاق عملية توزيع واسعة النطاق للمنشورات» باتجاه الشطر الجنوبي.
وتابعت: «على كل فعل أن يقابل برد فعل مناسب ولا يمكن لأحد الشعور بمدى إساءة أمر ما إلا إذا اختبره بنفسه».
وأظهرت صور نشرتها صحيفة «رودونغ سينمون» الرسمية أعقاب سجائر ورماد وضعت على منشورات تحمل صورة الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن.
وكتب على منشور حمل صورة لمون وهو يحتسي مشروبا «أكل كل شيء، بما في ذلك الاتفاق بين الكوريتين».
ويأتي تقرير وكالة الأنباء الكورية الشمالية عن المنشورات بعد يوم على إعلان كيم يون شول، المسؤول الكوري الجنوبي الذي يتولى ملف العلاقات مع الشطر الشمالي، استقالته على خلفية تصاعد التوتر معربا عن أمله في أن توفر مغادرته المنصب «فرصة لوقف» التوتر.
من جهتها، قالت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية، وهي الجهة المسؤولة عن الحوار بين الكوريتين، إن اعتزام كوريا الشمالية إرسال منشورات أمر «يدعو لبالغ الأسف» وحثتها على التخلي عن الفكرة فورا.
وأصدرت بيونغ يانغ مؤخرا سلسلة تصريحات شديدة اللهجة للتنديد بسيئول على خلفية منشورات مناهضة للشطر الشمالي يرسلها منشقون فروا إلى كوريا الجنوبية عبر الحدود، إما من خلال ربطها ببالونات أو قارورات.
وكثفت كوريا الشمالية ضغوطها عبر تدمير مبنى على جانبها من الحدود شكل رمزا للتقارب بين الكوريتين، بينما هددت بتعزيز تواجدها العسكري عند الحدود في وقت قالت إنها تستعد لإطلاق حملة منشورات من طرفها.
وتثير المنشورات التي يرسلها المنشقون وتنتقد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون على خلفية انتهاكه حقوق الإنسان وطموحاته النووية حفيظة بيونغ يانغ.
وانتقدت كيم يو جونغ، شقيقة كيم جونغ أون مؤخرا، الرئيس الكوري الجنوبي الذي لطالما دافع عن الانخراط مع جارة بلاده.
وردت سيئول بلهجة حازمة على غير عادتها على تنديدات بيونغ يانغ الأخيرة بمون وتفجيرها مكتب الارتباط مؤخرا بالقول إنها: «لن تتحمل بعد الآن.. أفعال (كوريا الشمالية) غير المنطقية وتصريحاتها».
ويشير محللون إلى أن كوريا الشمالية تسعى على ما يبدو لاختلاق أزمة لتكثيف الضغط على كوريا الجنوبية وانتزاع تنازلات منها.
ودخلت العلاقات بين الكوريتين في حالة جمود منذ شهور بعد انهيار قمة هانوي بين كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
واختلف الجانبان الأميركي والكوري الشمالي على التنازلات التي ستكون بيونغ يانغ على استعداد لتقديمها مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.
من جهة أخرى، حذرت بيونغ يانغ واشنطن من أن اندلاع حرب جديدة في شبه الجزيرة الكورية، يمكن أن يؤدي إلى تدمير الولايات المتحدة.
وجاء هذا التحذير في رسالة من السفارة الكورية الشمالية في موسكو نشرتها وكالة «تاس» الروسية، عشية الذكرى الـ 70 لاندلاع الحرب الكورية.
وأوضحت الرسالة أن «الجيش الأميركي يجري خلال هذا العام جميع أنواع المناورات العسكرية في كوريا الجنوبية وفي المناطق المتاخمة لها، والغرض الرئيسي منها هو نقل ونشر القوات المسلحة الأميركية في شبه الجزيرة الكورية من الخارج، لهجوم سريع على جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية».
وذكرت السفارة في هذا الصدد بأن كوريا الشمالية تمتلك صواريخ استراتيجية وأسلحة نووية «قادرة على معاقبة من يجرؤ على رفع أيديه عليها بلا رحمة، أينما كانوا على كوكب الأرض».
وقالت البعثة الديبلوماسية لبيونغ يانغ في موسكو إن «المنعرج الذي ستحدثه حرب كورية جديدة، سيكون حدثا مثيرا يضاف إلى تاريخ البشرية وسيضع حدا لإمبراطورية أخرى اسمها الولايات المتحدة».