- على وزارة التربية أن تقوم بتقييم آخر 5 سنوات لمرحلة التعليم الابتدائي وآخر 4 سنوات للمتوسط وآخر 3 سنوات للثانوي لمعرفة مكامن القوة والضعف في نظام التعليم العام
- من الضروري أن تكون الدورات التدريبية والمهنية للمعلمين مرتبطة مباشرة مع الأسباب الرئيسية لحصول المعلمين عليها وإلا فإنها ستكون عبارة عن جهد ووقت ضائعين
آلاء خليفة
أكد الخبير التربوي وأستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية بجامعة الكويت د.زيد الزيد ان المشاكل التربوية وخاصة في التعليم والتعلم والتقويم في المدارس هي جزء أصيل من أداء الموجه الفني بوزارة التربية، مشيرا الى ان التوجيه الفني له أهمية ودور يجب أن يكون فعالا بكفاءة في العملية التعليمية وخاصة في توجيه المعلمين بمدارس التعليم العام.
ودعا الزيد الحكومة أولا ووزارة التربية ثانيا لدراسة الجدوى الحقيقية لوظيفة الموجه وتأثيرها على النظام التعليمي ومخرجاته، والتكلفة المالية على وزارة التربية سنويا، مما سيمكن المعنيين من اتخاذ القرار المناسب نحو بقاء الموجه وهي فكرة تقليدية لا توجد بأنظمة التعليم المتقدمة عالميا بوقتنا الراهن.
وأضاف ان على وزارة التربية ان تقوم بمراقبة وتتبع المهام الموكلة للموجهين الفنيين والأوائل، وتحديدا رصد ومراقبة حضور الموجه الفني في المدارس وزيارة المعلمين، وذلك للتأكد من تنفيذ العناصر التي يقوم بها الموجه الفني وفقا لمهامهم واختصاصاتهم الوظيفية المعتمدة، وعدد الزيارات الواجب تنفيذها من الموجه الفني لتقييم المعلم أو المعلمة في الحصص الدراسية أثناء السنة الدراسية والتي يجب أن تكون معلومة ومحددة بحيث تشمل أسماء جميع الموجهين الفنيين واعداد الزيارات والمدارس وأسماء المعلمين الذين تمت زيارتهم وتقييمهم خلال السنة الدراسية السابقة.
وتساءل الزيد انه في حال القصور لدى الموجه الفني فيما يتعلق بحضور وتنفيذ الزيارات التقييمية للمعلمين، فما هي الإجراءات المتبعة تجاه الموجهين الفنيين لمعالجة هذا القصور والذي من الممكن تترتب عليه مشاكل تربوية سيواجهها المعلمون وبالتالي الطلبة في المدارس.
وأشار الزيد الى انه بما أن الموجه الفني مطلوب منه أن يعمل على رصد الأداء التربوي والتعليمي ميدانيا فإنه يتوجب على المعنيين بوزارة التربية أن يتحققوا مما يثبت ذلك ومراجعة مستوى الأداء التربوي والتعليمي بالمدارس وبناء على هذا، ويفترض أن الوزارة تقوم بتقييم آخر 5 سنوات لمرحلة التعليم الابتدائي، وآخر 4 سنوات لمرحلة التعليم المتوسطة، وآخر 3 سنوات لمرحلة التعليم الثانوي، وذلك لمعرفة مكامن القوة والضعف في نظام التعليم العام ومخرجاته، وبالتالي تضع الخطة المناسبة لتطويره وتحسين مخرجاته مستقبلا.
وقال انه بهذه الحالة تستطيع وزارة التربية يكون لديها سجل مستمر لحالة الأداء التعليمي وفقا للنتائج المرصودة سنويا.
والمهم بهذا إن معرفة مستوى الأداء التعليمي فعليا يمكن القائمين بوزارة التربية من تحديد نسبة التحسين المستمر في الأداء التعليمي لجميع صفوف في المراحل التعليمية الثلاثة في التعليم العام.
متابعا: وبما أن من المهام الموكلة للموجهين الفنيين والأوائل والتواجيه العامة هو المساهمة في وضع الهياكل البنائية للمناهج وتوصيفها وتأليف كتبها الدراسية فإن هذه الهياكل البنائية لجميع المناهج التعليمية في التعليم العام تساعد في عملية التنفيذ الناجح لأي منهج تعليمي، خاصة إذا كانت ترتكز على أسس علمية لنظريات تربوية متبعة في وضع الهياكل البنائية لجميع المناهج التعليمية.
إلا أنه حقيقة يتعارض مع قرار إلغاء منهج الكفايات وكذلك المناهج الأخرى التي تم تبديلها أكثر من مرة خلال السنوات الـ 10 الأخيرة.
واستطرد الزيد قائلا: وبما أن الموجهين الفنيين والأوائل والتواجيه العامة يقومون بقياس فاعلية المناهج وتقويمها وتطويرها فإنه تلقائيا يجب أن تكون هناك نتائج تبين عملية قياس مدى فاعلية منهج الكفايات الأخير لجميع الصفوف الدراسية للمراحل التعليمية والتي قامت بتطبيقه منذ السنة الأولى إلى أخر سنة دراسية له حسب المرحلة التعليمية.
وقال يجب ان يكون التقويم فعليا قد تم لمنهج الكفايات وبالتالي يتم تطوير منهج الكفايات، وليس إلغاؤه، وفقا لنتائج التقويم، لكي يتضح على أي أساس تم تطويره أو إلغاؤه مع بيان الأسباب التي استدعت إلغاء منهج الكفايات والتوجه للمنهج الجديد القائم على المعايير والذي تعمل وزارة التربية على تنفيذه قريبا وفقا لتصريح الوكيل المساعد للمناهج بوزارة التربية.
وذكر الزيد انه بما أن الموجهين الفنيين والأوائل والتواجيه العامة يقومون بتحديد الاحتياجات التدريبية والمهنية للمعلمين فهل هناك فعليا خطة سنوية معتمدة من جميع التواجيه العامة كل حسب المنطقة التعليمية تبين عدد المعلمين الذين سيحصلون على دورات التدريب والتطوير المهني وفقا لنتائج التقييم للمعلمين والتقويم للمنهج التعليمي؟ مؤكدا انه من الضروري أن تكون هذه الدورات التدريبية والمهنية مرتبطة مباشرة مع الأسباب الرئيسية لحصول المعلمين عليها، وإلا فإنها ستكون عبارة عن جهد ووقت ضائعين بهذه الدورات التدريبية والمهنية لن يستفيد منه المعلمين والنظام التعليمي وبالتالي عند تطبيق خطة التدريب والتطوير المهني للمعلمين ستوضح نسبة التحسين في أداء المعلمين ومخرجات تعلم الطلبة والتعليم كل حسب التواجيه العامة والتوجيه الفني الأول والموجهين الفنيين لجميع المناطق التعليمية.
لافتا الى انه بما ان الموجهين الفنيين والأوائل والتواجيه العامة يفيدون الميدان بتعميم التجارب الناجحة فإنه من الضروري أن تكون جميع هذه التجارب الناجحة معلنة ومعروفة لدى المراقبين المتخصصين بالتعليم بل إنه يجب أن تكون هذه التجارب الناجحة عالميا مثبتة علميا وتم تحديد نجاحها بالأدلة العلمية من خلال تحديد حجم تأثيرها للتنبؤ مسبقا بجودتها وفاعليتها وكفاءتها قبل تطبيق في الميدان التربوي، وإلا فإنها ستكون عبارة عن تجارب قابلة للفشل يجب ألا يتم تعميمها إطلاقا ولذلك بيان الأسباب التي على ضوئها تم تعميم هذه التجارب الناجحة على الميدان التربوي سيوضح للجميع الأهداف المتوقع تحقيقها على المدى القصير والبعيد.
ومن ثم بعد تطبيقها تجريبيا لهذه التجارب يتم قياس تأثيرها قبل تعميمها على المعلمين في المدارس.
وأضاف: وبما أن الموجهين الفنيين والأوائل والتواجيه العامة يقومون بتحليل نتائج التعلم والإفادة من دلالاتها الإحصائية في التغذية الموجهة مباشرة إلى المعلمين والمدارس المعنية فإنه من الضروري أن تكون نواتج التعلم لجميع الصفوف الدراسية بكل المراحل التعليمية الثلاث في التعليم العام، وذلك لكي يتم ربط جميع الأهداف التعليمية بشكل منهجي يبين ان نظامنا التعليمي فعليا ذا هيكل متسلسل يوضح بناء المعرفة والمهارات المراد اكتسابها سنويا حسب المنهج التعليمي لكل سنة دراسية.
لماذا لا تتم إعادة وضع الموجه الفني كموجه مقيم في كل مدرسة لمتابعة المعلمين بشكل مستمر؟
قدم الزيد أسئلة لقيادات وزارة التربية جاء فيها:
١ ـ هل تمت محاسبة أي مقصر في أداء عمله في كل من يعمل بوظيفة الموجه الفني والموجه الأول والموجه العام كل حسب تخصصاتهم ووفقا للنتائج سالفة الذكر؟ وما السبب؟ وكيف يتم علاجه؟ فهي أمور يجب على أي وزير للتربية العمل على التفكير كثيرا بها ووضع اللوائح التنظيمية بشأنها وإصدار القرارات حولها.
وقال انه مما لا شك فيه الثواب والعقاب هما التعزيز والعلاج لكل من المقصرين بهذه الوظائف سالفة الذكر، خاصة عندما تكون مهامهم واضحة كما ذكرها الموجه الفني.
٢ ـ هل هناك فعليا عقوبات للمقصرين من الموجهين الفنيين والأوائل والعموم؟ وما الآلية لتطوير كل من هؤلاء المقصرين في أداء عملهم؟ فيجب على وزارة التربية أن تربط أداء هؤلاء الموجهين بكل من نتائج أداء المعلمين وناتج التعلم لأنها فعليا مترابطة من حيث الأساس بالتصميم والتنفيذ في التعليم والتعلم والتقويم.
٣ ـ وبما أن التوجيه الفني علم قائم بذاته ويدرس في الجامعات المرموقة عالميا، فلماذا لا تتم إعادة وضع الموجه الفني كموجه مقيم في كل مدرسة؟ خاصة ان تواجده بشكل دائم في المدرسة يمكنه من متابعة المعلمين بشكل مستمر، وبالتالي سهل جدا وضع الخطط وتنفيذها، وبهذه الطريقة يكون مسؤول بشكل رسمي عن مستوى التعليم عن هذه المدرسة.
وقال ان هذه الفكرة لكنها أفضل من الوضع الحالي، حيث ان جميع المعلمين وجهوا انتقادات لاذعة بخصوصهم كونهم من خارج الجسد المدرسي.
وعليه، يجب تجربة فكرة إعادة الموجه الفني كموجه مقيم بالمدرسة، ومن ثم تقييمها قبل تعميمها، وعلى أن تكون النتائج لهذا التقييم معلنة أو يقوم بتقييمها جهة خارجية وليس بالضرورة من كليات التربية المحلية.
ولتنفيذه هذه الفكرة يحب أن يتم وضع الخطة لتصميم آلية وطرق عملها، وتقييمها مع بيان مدى الاستفادة منها والصعوبات.