طارق عرابي ـ باهي أحمد
تنفست محلات بيع الهواتف الصعداء صباح أمس بعد أكثر من 3 أشهر من الانقطاع والتوقف، تكبدت خلالها خسائر كبيرة بسبب توقف أعمال البيع واستمرار مطالبة ملاك العقارات التجارية بدفع الإيجارات عن تلك الفترة، على الرغم من توقف مصدر دخلهم في هذه المحلات.
ورغم عودة بعض المحلات للعمل، إلا أن معاناة أصحابها بدت واضحة على وجوههم، خاصة أن اغلبها محلات صغيرة تعتمد في عملها على المبادلة في جانب، وتصليح الهواتف وبيع قطع غيارها في جانب آخر، ما يجعلها عرضة لأي هزة صغيرة، فما البال بجائحة كبيرة مثل جائحة كورونا، والتي أطاحت بشركات ومحال كبيرة.
«الأنباء» جالت على عدد من محال بيع الهواتف النقالة، والتقت ببعض أصحاب المحال بالإضافة إلى عدد من العملاء، الذين أكدوا في لقاءات متفرقة على أن التوقف قد أضر بسوق الهواتف في الكويت، خاصة في ظل عدم قدرة هذه المحال الصغيرة الاعتماد على منصات البيع الالكتروني، كون هذه المنصات لا تتناسب في طبيعتها مع نشاط بيع الهواتف الذكية أو خدمات التصليح والتثمين التي تعتمد عليها هذه المحال في عملها.
ضعف الإقبال
بداية، أكد صاحب شركة عمار صفا للتجارة العامة صفا عبدالكريم، أن الإغلاق كان له تأثير كبير على محلات الهواتف التي أغلقت أبوابها تطبيقا لقرار مجلس الوزراء، في الوقت الذي استمر أصحاب العقارات يطالبون أصحاب المحلات بالايجارات رغم الاغلاق، ما كان له تأثير على أعمال متاجر الهواتف بشكل عام.
وأضاف أنه على الرغم من عودة الحياة لمحلات الهواتف إلا أن الاقبال ما زال ضعيفا، لكن المهم في الأمر هو عودة الحياة التي نأمل معها أن تعود الأسواق إلى سابق عهدها تدريجيا.
أما محمود جمال - صاحب احد محال الهواتف - فقال في بداية حديثه: «نحمد الله على عودة الحياة لمجراها الطبيعي بعد 3 أشهر قاتلة، حيث توقفت الرواتب ومصادر الدخل، ونأمل أن تعود الحياة إلى ما كانت عليه».
وأضاف أنه فوجئ بمجرد افتتاح المحل بصاحب العقار يطالب بإيجارات الأشهر الثلاثة الماضية، على الرغم من عدم وجود أي دخل خلال تلك المرحلة.
وأكد جمال أنه لم يكن من السهل على محلات الهواتف الاعتماد على منصات البيع الالكتروني خلال فترة الحظر الذي شهدته البلاد مؤخرا، خاصة أن هذه المحلات في اغلبها محلات صغيرة تعتمد على البدل أو على بيع الاجهزة المستعملة والتصليح وقطع الغيار، وهذه الخدمات لا يمكن تقديمها إلا من داخل المحل.
رفع الأسعار
من ناحيته قال المواطن علي الشعبان «مسرورون لعودة الحياة الاقتصادية وفتح المحلات وعودة الروح إلى الاسواق التجارية».
وأضاف الشعبان أن هناك إقبالا كبيرا على أسواق الهواتف مع الحفاظ على الاجراءات الاحترازية ولبس الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي بين الزبائن.
ولفت إلى ان الملاحظ في أول أيام العمل أن بعض المحلات قامت برفع الأسعار لتعويض خسائرها خلال فترة الإغلاق، ومحلات أخرى ما زالت تحافظ على أسعارها، وفي النهاية فإن الخيار بيد العميل.
انفراجة قريبة
أما المواطن بدر المطيري فشكر الحكومة على قرارها بإعادة افتتاح الأنشطة الاقتصادية في البلاد، متمنيا من الجميع تطبيق إجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين.
وأضاف المطيري أن الوضع في أول أيام العمل كان جيدا والإقبال كبير، ما يشيع الأمل بانفراجة قريبة على صعيد الأسواق والحركة التجارية التي توقفت لفترة طويلة بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد الذي ضرب كل أسواق العالم بمقتل.