ايزامبارد كنغدوم برانل (1806 - 1859) ـ مهندس بريطاني
هذا الرجل القصير القامة، الجم النشاط، الذي لم يكن السيجار يفارق شفتيه، خلّف تراثا رائعا للبشرية من الانجازات العلمية والهندسية المعمارية التي لا مثيل لها. كان رئيس المهندسين في شركة السكة الحديدية غريت وسترن التي كانت تسيِّر خطوطها من لندن الى بريستول، وبلث، وغربي البلاد. وقد بنى محطة بادنغتون، وجسر مايدنهيد، ونفق بوكس، ومحطة تمبل ميدز في بريستول، وجسر سولاتش عبر نهر تامار.
وقبل ذلك بنى أول نفق تحت نهر التيمز، بإشراف والده.
وبنى برانل كذلك ثلاث سفن كبيرة شهيرة، كانت جميعا فريدة في نوعها وأكبر السفن المعروفة لدى إنزالها إلى الماء، وهي غريت وسترن، وغريت بريتن، وغريت ايسترن، وقد قصد أن تكون هذه السفينة أكبر سفينة تمخر عباب البحار طوال أربعين سنة. وقد اخترع التلغراف الخاص بالسكة الحديدية، وصمم دبابة، وبنى مستشفى مصنوعة أجزاؤه مسبقا للجنود البريطانيين الذين أصيبوا في حرب شبه جزيرة القرم، وصمم جسر كليفتون المعلّق فوق جسر إيفن الذي شُيد بعد وفاته كنصب تذكارية وصمم البرجين الطرفيين لمبنى قصر كريستال الذي ضم بين جدرانه المعرض الكبير سنة 1851.
هذا المهندس المذهل حقا المتعدد المهارات كان واسع الشعبية والشهرة. كان يحب الذين يعملون معه وتحت إشرافه. وكان آخر ما قام به قبل أن يقضي بسبب داء برايت هو إرسال عمال أحواض السكة الحديدية الى سويندون حيث بنى لهم مسكنا جميلا، ما يزال قائما الى اليوم، لكي يحضروا إبحار السفينة غريت وسترن في رحلتها التدشينية من بورتلاند بل، بالقرب من ويموث.
من كتاب: صانعو التاريخ - سمير شيخاني