الامتناع عن التبرع بالدم
ما حكم الامتناع عن التبرع ببلازما الدم للمتعافين من مرض كورونا؟
٭ لا يجوز الامتناع بالتبرع بما يسمى ببلازما الدم، لأن هذا من فعل الخير المتعدي والخير قد حث عليه الله سبحانه وتعالى.
ومن افعال الخير المسارعة بالتبرع بالدم وعدم التردد او التأخير لمصاب آخر ينتظر اسباب الشفاء والسلامة من المرض، وفي التبرع احياء للنفس من احتمالية الموت والهلاك، قال الله تعالى (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا).
وهذا التبرع يُعد من الاحسان والصدقة، فالاجر عظيم وبه ايضا دليل على الترابط والتراحم الاخوي بين الناس، جاء في السُنة المطهرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
فالمسلم يفرح بسلامة اخيه المسلم بل قد يتعدى ذلك الى احياء اي نفس كانت.
الافتراء على الله
هل يجوز ان نصف عملا ما بأنه بدعة دون دليل من الكتاب او السُنة اي من خلال مجرد الكلام المرسل؟
٭ لا يجوز بأي حال من الاحوال العبث في دين الله عز وجل ابدا، بل هذا من الافتراء والقول على الله عز وجل بغير علم، كما بين الله سبحانه وتعالى في قوله عز وجل (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون).
لذا تُبنى الاحكام الشرعية وتؤخذ من الادلة من مصادرها الشرعية من الكتاب والسُنة، بمعنى لا مجال لقبول او رد الاعمال الا بدليل منهما، فلا نستطيع ان نصف ايا من الاعمال بالموافقة الا اذا وجد الدليل الصريح والواضح من الكتاب والسُنة، وكذلك لا يمكن ان نصف عملا ما بالمخالفة او بالبدعة الا بنص صريح وواضح ايضا من الكتاب والسُنة، ولا مجال في بناء الاحكام واطلاقها (الحلال والحرام والمكروه والمندوب والسُنة او البدعة) الا بالدليل الشرعي، ولا يمكن لنا ان نستبدل ذلك بأقوال الرجال مهما يكن قائله ولو بلغ من العلم ما بلغ، فعلينا بالبرهان والدليل لقول الله تعالى (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)، وقال تعالى (قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)، فالنجاة والفوز بالتمسك بالكتاب والعمل بالسُنة، فعليهما قبول الاعمال او ردها، والله اعلم.
حفظ اللسان
ما حكم حفظ اللسان من الغيبة؟
٭ الغيبة حرام بدليل من الكتاب والسُنة وهي من كبائر الذنوب، قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم).
وحفظ اللسان واجب على كل مسلم ومسلمة، قال النبي صلى الله عليه وسلم «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة».
قد لا يسلم من الغيبة الا من سلمه الله عز وجل، صاحب الغيبة مفسد بين الناس حتى لو تلبس ظاهره بصفات الصلاح او المصلحين، فالعبرة بالفعل لا بالشكل.
عن ابي هريرة رضي الله عنه عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ان الله لا ينظر الى اجسامكم ولا الى صوركم ولكن ينظر الى قلوبكم» (رواه مسلم).
فالواجب زجر صاحب الغيبة ورده وتوبيخه حتى لا يشعل فتيل الفساد والفتنة والتفرقة بين الناس، ولقد وصف القرآن العظيم حال المغتاب بأشنع وأسوأ الاوصاف، كالذي يأكل من لحم اخيه وهو ميت، عياذا بالله.
فالمغتاب لا يجالس ولا يخالط لأنه معلن لغيبته ومفاسده فهو متعدد الاذى متعد على دين الناس واعراضهم ولحومهم، وكذلك هو سبب في نشر العداوات والبغضاء والشحناء والخصام والقطيعة بين الارحام والاقرباء والاصدقاء.
فالواجب على صاحب الغيبة التوبة الى الله عز وجل بترك هذا المنكر العظيم والذنب الجسيم، وعليه ان يحفظ على نفسه حسناته فإن عليها مدار الفوز والنجاة في الآخرة، او ان يتحمل الافلاس من الحسنات بسبب ما اورد نفسه واوقعها فيه من المهالك، نسأل الله العافية والسلامة.
الخلاصة: قال الله تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا).
ولو تيقن الانسان بأن اللسان نعمة كبيرة لما نطق الا بما يرضي الله عز وجل، وما تكلم الا بالخير والحق، والله أعلى وأعلم.